تمكّن باحثون من تطوير مكمّل حديد ثلاثي المفعول يجمع بين الحديد، والبروبيوتيك، والبريبايوتيك في تركيبة واحدة قادرة على تعزيز امتصاص الحديد داخل الجسم وتقليل اضطرابات المعدة الشائعة مع مكملات الحديد التقليدية.

يشير العلماء إلى أن هذا الابتكار قد يغيّر الطريقة التي نعالج بها فقر الدم ، من خلال نهج أكثر أمانا وفعالية لتجديد مستويات الحديد في الجسم.

فقر الدم الناجم عن نقص الحديد

يُعد فقر الدم بسبب نقص الحديد أحد أكثر الاضطرابات الغذائية شيوعا حول العالم، ويؤدي غالبا إلى التعب، والصداع، وشحوب الوجه، والرغبة الغريبة في مضغ الثلج.

العلاج التقليدي يعتمد على تناول حبوب الحديد، ولكن الجسم لا يمتص سوى نسبة صغيرة من الحديد الموجود فيها، مما يترك بقايا غير ممتصة قد تسبب التهابات وتهيجا في المعدة والأمعاء.

في بعض الحالات، يُنصح المرضى بتناول مكملات البروبيوتيك إلى جانب الحديد للمساعدة في موازنة بكتيريا الأمعاء وتقليل الالتهابات.

مكمّل ثلاثي المكونات: الحديد + البروبيوتيك + البريبايوتيك

في دراسة نُشرت في مجلة ACS Applied Materials & Interfaces، طوّر فريق من الباحثين بقيادة بونام ساغار (Poonam Sagar) ونيتين كومار سينغال (Nitin Kumar Singhal) تركيبة مبتكرة تجمع بين العناصر الثلاثة:

1. الحديد: لتعويض النقص في الدم.

2. البروبيوتيك (Lactobacillus rhamnosus): لتحسين صحة الأمعاء وتعزيز امتصاص العناصر الغذائية.

3. البريبايوتيك: وهو غذاء طبيعي للبكتيريا النافعة، مشتق من ألياف الدخن (millet).

يقول الباحثون إن هذا الدمج الثلاثي يحقق توازناً مثالياً بين الفعالية والأمان، ويوفر طريقة ذكية لإيصال الحديد دون إحداث التهابات أو اضطرابات معوية.

نتائج مشجّعة في التجارب الحيوانية

في التجارب المخبرية على الفئران المصابة بفقر الدم، أثبت المكمّل الجديد نتائج واعدة خلال أسبوعين فقط من الاستخدام، حيث لوحظ:

استعادة مستويات الهيموغلوبين إلى المعدل الطبيعي.

تحسّن امتصاص الحديد في الجسم بمعدلات قريبة من الفئران السليمة.

تنشيط الجينات المسؤولة عن نقل الحديد في خلايا الدم الحمراء.

انخفاض ملحوظ في الالتهابات المعوية.

عودة توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء.

هذه النتائج تشير إلى أن المكمّل الثلاثي يمكن أن يكون بديلا أكثر أمانا وفعالية لمكملات الحديد التقليدية التي تسبب اضطرابات هضمية لكثير من المرضى.

نهج جديد في توصيل الحديد بأمان

يؤكد الباحثون أن هذا الابتكار لا يهدف فقط إلى علاج فقر الدم، بل إلى تحسين صحة الجهاز الهضمي وتعزيز امتصاص الحديد بطريقة ذكية ومستدامة.

تقول الدكتورة بونام ساغار:

“من خلال تطوير نظام يعتمد على المواد الحيوية لتوصيل الحديد، نقدّم نهجًا تحويليًا لتحسين التغذية والصحة العامة على المدى الطويل.”

أهمية الاكتشاف للصحة العامة

هذا المكمّل يمثل نقطة تحول مهمة في معالجة نقص الحديد عالميا، خاصة في الدول التي تعاني من سوء التغذية. فهو يقدم حلاً فعالاً بدون آثار جانبية مزعجة مثل الغثيان أو آلام المعدة، التي غالبا ما تدفع المرضى إلى التوقف عن تناول مكملات الحديد التقليدية.

ويأمل العلماء أن تمهّد هذه النتائج الطريق لتجارب سريرية على البشر قريبًا، مما قد يؤدي إلى طرح أول مكمّل حديد متكامل وآمن في الأسواق العالمية.