بذريعة سقوط جندي للاحتـ.ـلال في منطقة رفـ.ـح شرق الخط الأصفر على يد مـ.ـقاتلين من حــ.ـمـ..ـاس -بادعاء الـعـ.دوّ- الأمر الذي نفته الحركة، شن الـعـدوّ ليل (الثلاثاء - الأربعاء) عدوانًا واسعًا على أغلب مناطق القطــاع، مُسقِطا ًعدداً كبيراً من الشهداء والمصابين الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطـ.ـفال.
هي المرةُ الثانيةُ التي يتذرع فيها الـعـ.دوّ باستـ..ـهداف جنوده في منطقة رفـ.ـح (حيث سقط له في المرة الأولى جنديان)، ليتجاوزَ اتفاق وقف إطلاق النار، ويستهدفَ،بالطيران والمدفعية، عدةمناطقَ داخلَ القطاع، بشكلٍ واسعٍ،وبمستوىً جنونيٍّ إجراميٍّ، غيرٍ بعيدٍ عن مستوى اعتـداءاته خلال الحرب، وقبلَ اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ الأخير..
عندما وقَّعتْ حكومةُ الـعـ.دوّ على اتفاقِ غزّةَ الأخير، والذي اختصرتْ مراحلَ بنودِهِ خارطةُ الرئيس ترامب، عبر تحديدها بالخطوط: الأصفر والأحمر والرمادي، كان واضحًا أن نتنياهو ووزراءه المتشددين وافقوا مرغمين، بعدما أذعنوا إلى إدارة الرئيس ترامب، إذ رأوا في حقيقة بنوده فشلًا في تحقيق أهداف حربهم على غزّة، وإذ اعتبرواأيضاً أن حـــمـ.ـاس خرجت، بعد هذا الاتفاق، محصَّنةً ومحمِيّة، بعيداً عن الهدف الذي وضعتْهُ وحداتُ الـعـدوّ لحـربها.
اِنطلاقاً من ذلك (عدمِ اقتناعِ نتنياهو وفريقِهِ المُتَشدِّدِ
بالاتفاق) يمكنُ فهمُ هذه الشراسةِ التدمـ..ـيريةِ والقاتلة، في ردِّ الـعـدوّ "الإسـرائيلي" على غزّة، بعدَ عمليتَيْ استـِ..ـهدافِ جنودِهِ في القطـ.اع، وفي الوقتِ الذي نَفَتْ فيهِ حـمـاسُ بشدةٍ مسؤوليتها عن العملِيَّتَيْنِ، يمكنُ الإضاءةُ على عدةِ نقاطٍ تُتَرْجِمُ حقيقةَ الموقفِ "الإســـرائيلي"، الّذي يعملُ لِإسقاطِ الِاتِّفاقِ والعودةِ إلى تنفيذِ عُدوانٍ واسعٍ على القطـاع، لتحقيقِ أهدافِهِ الأساسيةِ من هذِهِ الحربِ المُدَمِّرةِ على غزّة، والتي تجاوزتِ العامَيْنِ حتّى الآن.
أولاً: بعد تسليم حماس كلّ الأسرى الصهاينة الأحياء، أصبحَ نتنياهو مُرْتاحاً في إطلاقِ يَدِ وِحداتِهِ لتنفيذِ أيِّ اعتـ.ـداءٍ تختارُهُ على القطــاع دون أي عائق.
ثانياً: كان واضحًا أنَّ ملفَّ تسليمِ جُثثِ الأســرى الصــهـ.ـاينة لن يكتملَ، حيثُ يعلمُ الطرفانِ :("الإســرائيلي" والحمساوي) أنَّ هُناك جُثَثاً قد تبخّرتْ بِفِعْلِ الاستهدافات العنيفة والمباشرة على أماكن الأســرِى، وأنَّ هناك جثثاً من المستحيل الوصولُ إليها، بعد أن قُــتِلَتْ في أنفاقٍ عميقة، يحتاجُ رفعُ الرَّدْمِ عنها جُهداً ضخماً هو غيرُ متوَفِّرٍ حالياً، ويحتاج الوصول إليها وقتاً طويلاً أيضاً.
وهذا الأمرُ (ملفُّ جُثَثِ الأسـرى الصـهـاينة) كان منتظَرًا أن العدوَّ سوفَ يأخذُ منهُ ذريعةً أساسيةً لعدمِ الانتقالِ إلى مرحلةِ الاتفاقِ الثانية، والممثَّلَةِ على خارطةِ الرئيسِ ترامب بالخط الأحمر.
ثالثاً: رغم أنَّ استــهدافَ جنودِ العدوّ قد وقع في مناطق يحتلُّها الـعدوُّ نفسُه،شرقَ الخَطِّ الأصفر حيثُ لا وجودَ عملانياً أو ميدانياً لحماس، أصرَّتْ "إسـرائيلُ"على اِتِّهامِ الحركةِ بالمسؤوليةِ عن ذلك، في الوقتِ الذي أثبتَتِ الوقائعُ وجودَ عددٍ غيرِ بسيطٍ مِنَ العُمَـلاءِ لِلْعَدُوّ، مجموعاتٍ أو أفرادٍ، عملوا خلال الحر ب على تنفيذِ أعمالٍ تخريبيةٍ لِمَصلحةِ الـعـدو، ويمكنُ لهم حاليًاً أن يُتابِعوا هذه الأعمالَ المشبوهةَ لخلقِ الذريعةِ لِلِاعتِداءاتِ "الإسـرائيليةِ" الأخيرة.
وتبقى النقطةُ الأهمُّ، والتي يمكنُ أنْ نستَنْتِجَ مِنها أنَّ الـعدوَّ "الإســـرائيليَّ" قد خلقَ الذرائعَ لتنفيذِ اعتــداءاتِهِ على القطـاع، هي النسبةُالمُرتفعةُمِنَ الشهداءِ والمُصابينَ الذينَ سقطوا بفترةٍ قصيرةٍ جدًا، يبدو أنّها مخطّطةٌ ومدروسةٌ كأهدافٍ يتواجدُ فيها عددٌ من عناصرِ حماس، الّذينَ لجأوا إلَيْها بعدَ سَرَيانِ وَقْفِ إطلاقِ النارِ، وتسليمِ الأحياءِ من أسـرى الـعـدو، فكانتْ بالنِّسبةِ للأخيرِالفُرْصَةَالثمينةَلاستهدافهم، رغمَ وجودِهم بينَ المدنيينَ من أطـ.ـفالٍ ونساء.
[29/10, 20:47] عصام شعبتو: أخي الحبيب الأستاذ شاكر، وهذه قِصّة قصيرة وصلتني قبلَ قليل، من د. علي حجازي وقد باتت جاهزة للنّشر: