أدوية تخفيف الألم تبطئ نمو سرطان العظام
دراسات و أبحاث
أدوية تخفيف الألم تبطئ نمو سرطان العظام
30 تشرين الأول 2025 , 13:57 م

كشف فريق من الباحثين أن اثنين من الأدوية المعروفة لتسكين الألم قد يمتلكان قدرة على إبطاء نمو سرطان العظام ، عبر منع الاتصال بين الأعصاب والخلايا السرطانية.

ووفقاً لتقرير نشره موقع Наука Mail (علوم ميل)، قد يشكل هذا الاكتشاف اتجاهاً علاجياً جديداً في مقاومة الأوستيوساركوما — أحد أخطر أنواع سرطانات العظام.

العلاقة الخفية بين الألم ونمو الورم

عادةً ما تكون الآلام الشديدة جزءاً من أعراض سرطان العظام، لكن العلماء اكتشفوا أن الألم ليس عرضاً فحسب، بل جزء من آلية نمو الورم نفسه.

فالخلايا العصبية الطرفية، المسؤولة عن نقل الإشارات من الجسم إلى الدماغ، تنمو داخل الورم وتشكل شبكة عصبية تدعم نموه وتغذيه.

إلا أن الباحثين تمكنوا من قطع هذه العلاقة المرضية باستخدام أدوية موجودة بالفعل في السوق الطبية.

دواءان شائعان يظهران تأثيراً مضاداً للسرطان

أظهرت الدراسة أن بوبيفاكايين (Bupivacaine)، المستخدم في علاج آلام الأعصاب والعمود الفقري، وريميغيبانت (Rimegepant)، المستخدم لعلاج الصداع النصفي (المهاجم)، يمتلكان تأثيراً مزدوجاً:

فهما لا يخففان الألم فحسب، بل يُبطئان أيضاً نمو الورم في النماذج الحيوانية المصابة بسرطان العظام.

ويفسر العلماء هذا التأثير بأن العقارين يعطلان الإشارات العصبية التي تربط الأعصاب بالأورام، مما يحرم الخلايا السرطانية من الدعم العصبي الذي يعزز انتشارها.

الأعصاب كـ “شبكة تغذية” للسرطان

في الوضع الطبيعي، تساعد الإشارات العصبية على ترميم الأنسجة وتوليد الأوعية الدموية الجديدة.

لكن في حالة الورم، تتحول هذه الوظيفة إلى سلاح عكسي:

إذ تساهم الأعصاب في تحفيز نمو الأوعية الدموية داخل الورم، وتزيد من قدرته على التمدد والانتشار.

يقوم بوبيفاكايين وريميغيبانت بقطع هذه الإشارات، مما يعزل الورم عن تغذيته العصبية ويبطئ نموه.

نتائج الدراسة على الحيوانات والإنسان

في التجارب على الفئران المصابة بالأوستيوساركوما، لاحظ الباحثون أن إضعاف الإشارات العصبية أدى إلى تباطؤ نمو الأورام وإطالة عمر الحيوانات.

كما انخفضت أعداد الخلايا المناعية المساعدة لنمو الورم داخل البيئة السرطانية.

أما في عينات الأورام البشرية، فقد تبين أن الاتصال القوي بين الأعصاب والورم يرتبط بزيادة نمو الأوعية الدموية والألياف العصبية، مما يجعل المرض أكثر عدوانية وصعوبة في العلاج.

نحو علاج جديد باستخدام أدوية معروفة

يؤكد العلماء أن التحكم في الإشارات العصبية قد يشكّل اتجاهاً علاجياً جديداً في محاربة السرطان، لا سيما سرطان العظام، وذلك عبر استخدام أدوية مألوفة وآمنة أثبتت فعاليتها في مجالات أخرى من الطب.

هذا النهج يُعد واعداً لأنه لا يعتمد على تطوير عقاقير جديدة بالكامل، بل على إعادة توظيف أدوية قائمة لمعالجة أحد أكثر أنواع السرطان صعوبة في العلاج.

المصدر: Science Mail