أعلنت وكالة المشتريات الدفاعية الفرنسية (DGA) وفقا لموقع Army Recognition عن طلبها من شركة Thales لتوريد رادار Aurore الجديد، في إطار برنامج ARES الهادف إلى تطوير قدرات المراقبة الفضائية الفرنسية.
واوضح الموقع أن هذا النظام يمثل الجيل القادم من تقنيات الرادار الفضائي، وينتظر أن يحل محل شبكة GRAVES بحلول عام 2030، ويتيح رادار Aurore لفرنسا توسيع نطاق مراقبتها المستقلة للأقمار الصناعية والحطام الفضائي في المدار الأرضي المنخفض (LEO)، بما يعزز من قدرة أوروبا على بناء وعي فضائي شامل يحمي بنيتها التحتية العسكرية والمدنية من المخاطر المدارية المتزايدة.
رادار Aurore تكنولوجيا متقدمة بمرونة هندسية عالية
وأكد الموقع أن رادار Aurore يعتمد على تصميم برمجي قابل للتعريف (Software-Defined Radar) يعمل بتردد UHF، ويتم صنعه في موقع Thales في Limours قرب باريس.
ويمتاز النظام بقدرته على تتبع الأجسام حتى ارتفاع 2000 كيلومتر مع سرعة استجابة عالية وتغطية واسعة للأحداث المدارية، كما يسمح النظام بمراقبة متعددة للأهداف في الوقت الفعلي مع عرض تصويري عالي الدقة للمشهد الفضائي.
كما يشير خبراء Thales إلى أن بنيته المعيارية تتيح تطويره لاحقا ليصبح جزءا من منظومة استشعار متكاملة قادرة على تقديم إنذارات مبكرة ضد التهديدات الباليستية وفرط الصوتية، ما يجعله أداة استراتيجية تربط بين الدفاع الفضائي والجوي في آن واحد.
التحول نوعي من نظام GRAVES إلى نظام مراقبة دقيق عالي التردد
وبحسب الموقع يأتي رادار Aurore كخلف متطور لنظام GRAVES العامل منذ عام 2005 والذي يعتمد على إشارات VHF لرصد الأجسام المدارية.
ورغم نجاح GRAVES في بناء بيانات مدارية ضخمة، إلا أن تردده المنخفض حد من دقته في رصد الحطام الصغير أو تحديد مساراته بدقة، أما رادار Aurore فيعتمد على موجات UHF قصيرة الطول الموجي وبرمجيات معالجة متقدمة، ما يتيح له تحديث البيانات بسرعة أكبر ورصد أجسام أدق في بيئة فضائية مزدحمة.
وتشير DGA إلى أن النظام الجديد سيبدأ مهامه التشغيلية الكاملة بحلول عام 2030، ليغطي نطاقا أوسع ويتيح مراقبة دقيقة للأقمار التجارية والعسكرية ولبقايا الاصطدامات المدارية المتزايدة.
نظام Aurore مشروع استراتيجي يدعم استقلالية أوروبا في الأمن الفضائي
ويتوقع الموقع أن يشكل نظام Aurore ركيزة رئيسية في شبكة المراقبة الأوروبية (EU-SST)، عبر توفير بيانات دقيقة ومستقلة عن البيانات الأمريكية، مما يعزز استقلالية القرار الأوروبي في إدارة المخاطر الفضائية.
كما يسهم تصميم النظام متعدد المواقع في تحسين معدل الرصد وتقليل الفجوات الزمنية في المراقبة، إلى جانب قدرته على العمل بتناغم مع التلسكوبات البصرية والمستشعرات السلبية العاملة في أوروبا، إن هذا التكامل يعزز المرونة العملياتية في مواجهة التهديدات المدارية وحماية الأقمار الأوروبية من الاصطدامات أو الهجمات السيبرانية ذات الطابع الفضائي.
فرنسا ترسخ دورها كقوة فضائية أوروبية
وقد نوه الموقع إلى دور مشروع Aurore باعتباره خطوة حاسمة ضمن مساعي فرنسا لترسيخ مكانتها كقوة فضائية فاعلة داخل الاتحاد الأوروبي، فاختيار تطوير رادار محلي الصنع يعكس توجه باريس نحو تعزيز السيادة التقنية وتقليل الاعتماد على القدرات الخارجية، في وقت تتصاعد فيه المنافسة العالمية على الفضاء بين قوى كبرى مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا.
فارتباط النظام باستراتيجية الدفاع الفرنسية للفترة 2024-2030 يبرز بعدا صناعيا مهما، إذ يضمن استمرارية الخبرات الوطنية في مجالات الرادار والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الفضائية، وبذلك لا يعد نظام Aurore مجرد مشروع دفاعي بل رؤية استراتيجية لوضع فرنسا في طليعة القوى الأوروبية القادرة على مراقبة الفضاء وحمايته بقدرات مستقلة ومستدامة.