تواجه المدن الأسترالية موجات حر غير مسبوقة في السنوات الأخيرة. فالكثير من المباني القديمة تفتقر للعزل الحراري الجيد، وتتحول الأسطح إلى مصادر إشعاع حراري تسخّن البيوت ليلاً بعد نهارٍ حارق.
لمواجهة ذلك، طور مهندسون من جامعة سيدني مادة جديدة للأسطح يمكنها تبريد نفسها دون استهلاك طاقة، في خطوة قد تغيّر شكل العمارة في المناطق الحارة.
طلاء يعكس الشمس ويبرد نفسه
المادة المبتكرة — التي يمكن استخدامها كدهان بسيط للأسطح — تعكس نحو 96٪ من أشعة الشمس وتبعث الحرارة بعيدا إلى الغلاف الجوي.
النتيجة: حرارة السطح تصبح أقل بـ6 درجات مئوية من درجة حرارة الهواء المحيط.
التقنية اجتازت التجارب الميدانية بنجاح وهي جاهزة للتطبيق الصناعي، وفقا لتقرير The Guardian.
ويتوقع العلماء أن تكون متاحة تجاريا قبل عام 2030، مما يجعلها حلا عمليا وسهل التركيب دون الحاجة إلى إعادة بناء الأسطح.
مكافأة إضافية: الماء من الهواء
لم يتوقف الابتكار عند التبريد فقط — بل لاحظ الباحثون أن الطلاء الجديد يشجع على تكاثف بخار الماء من الهواء خلال الليل، كما يحدث على زجاج السيارات في الصباح.
في بعض الأيام، تمكن الفريق من جمع ما يصل إلى 70 لترا من الماء في الليلة (حوالي 390 مل لكل متر مربع).
وهذا قد يفتح الباب أمام توفير مياه نظيفة في المناطق النائية والجافة دون الحاجة إلى بنية تحتية معقدة.
تأثير بيئي أوسع
يتوقع العلماء أن يسهم هذا الطلاء أيضا في تخفيف ظاهرة "الجزيرة الحرارية" داخل المدن — وهي الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة في المناطق الحضرية مقارنةً بالريف المحيط بها.
وبذلك، يمكن للمادة أن تساهم في خفض استهلاك الطاقة، وتحسين الراحة الحرارية، وتقليل انبعاثات الكربون في المدن المستقبلية.
الطلاء الأسترالي الجديد يمثل ثورة في تقنيات البناء الصديقة للبيئة:
يبرّد المنازل دون كهرباء
يجمع الماء من الهواء
ويقلل من الاحتباس الحراري في المدن
مستقبل الأسطح قد يكون أكثر برودة، وأكثر ذكاءً.