الصراصير في المنزل تسبب أمراضا خطيرة وحساسية مزمنة
دراسات و أبحاث
الصراصير في المنزل تسبب أمراضا خطيرة وحساسية مزمنة
4 تشرين الثاني 2025 , 11:31 ص

كشفت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة ولاية كارولينا الشمالية (North Carolina State University) أن العيش في منزل تكثر فيه الصراصير لا يؤثر فقط على النظافة، بل يشكل خطرا صحيا حقيقيا بسبب ارتفاع مستويات السموم البكتيرية (الإندوتوكسينات) ومسببات الحساسية في الهواء.

وأُجريت الدراسة بالتعاون مع مجلة «Allergy and Clinical Immunology: Global»، حيث أثبت الباحثون أن عدد الصراصير في المنزل يرتبط طرديا بكمية الإندوتوكسينات ومسببات الحساسية الموجودة في الغبار والهواء.

الإندوتوكسينات: السم الخفي الذي تطلقه الصراصير

الإندوتوكسينات هي مكوّنات من جدران الخلايا البكتيرية تُطلق في البيئة عند موت البكتيريا.

ونظرا لأن الصراصير حيوانات قارتة (تأكل كل شيء) ولها ميكروبيوم متنوع داخل أمعائها، فإنها تُخرج كميات كبيرة من الإندوتوكسينات مع فضلاتها.

وكشفت الدراسة أن الإناث تنتج ضعف كمية الإندوتوكسينات مقارنة بالذكور، لأنها تستهلك طعاما أكثر.

ويُعتبر استنشاق هذه السموم من الغبار المنزلي أحد الأسباب الرئيسية لظهور الحساسية ومشكلات التنفس، ما يجعل مكافحة الصراصير ضرورة صحية وليس مجرد إجراء وقائي.

تفاصيل الدراسة والتجارب

قام الباحثون بجمع عينات من الغبار المترسّب والغبار العالق في الهواء من منازل مختلفة، بعضها يحتوي على صراصير وبعضها خالٍ منها.

ثم قسّموا المنازل إلى ثلاث مجموعات:

1. منازل تحتوي على صراصير دون أي معالجة.

2. منازل خضعت لعمليات تعقيم ومكافحة حشرات.

3. منازل خالية تماما من الصراصير.

وبعد ثلاثة وستة أشهر من المتابعة، توصّل العلماء إلى النتائج التالية:

أعلى نسبة من الإندوتوكسينات وُجدت في المطابخ حيث تتجمع الصراصير عادةً.

في المنازل التي لم تُجرَ فيها عمليات تعقيم، ظلّت مستويات الإندوتوكسينات ومسببات الحساسية مرتفعة في جميع الفترات.

بعد المعالجة، اختفت الصراصير تماما، وانخفضت مستويات السموم بشكل ملحوظ.

وأكّد الباحثون أن الإندوتوكسينات تنتقل أيضا عبر الهواء، مما يجعلها تنتشر بسهولة داخل المنزل.

دعوة للوقاية ومواصلة البحث

خلص العلماء إلى أن الصراصير تُعد المصدر الرئيسي للإندوتوكسينات داخل المنازل، وأن التخلص منها بشكل منتظم يساهم في تحسين جودة الهواء وصحة الجهاز التنفسي.

ويخطط الفريق البحثي لإجراء تجارب على الفئران لدراسة ما إذا كانت هذه السموم تزيد من تفاقم مرض الربو، وهو ما قد يفتح بابًا جديدًا لفهم العلاقة بين الحشرات المنزلية وصحة الإنسان.

المصدر: Global News