عبد الحميد كناكري خوجة: وحدة الإيمان...ضد طوفان الطغيان.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: وحدة الإيمان...ضد طوفان الطغيان.
عبد الحميد كناكري خوجة|كاتب من سورية
6 تشرين الثاني 2025 , 04:55 ص


” حين تتعانق المآذن والأجراس...تنكسر أنياب الإخضاع والإفلاس".

حين تتشظى البشرية بين أمواج التفرقة ومرايا التضليل، يبقى صوت الإيمان هو الرمز الشامخ الذي لاتهزه ريح الفتنة ولا ترغمه عواصف الإعلام المضلل. إن وحدة الإيمان ليست شعارا روحانيا فحسب، بل هي معادلة حضارية وسياسية تحبط مشروع الظل الأسود الذي ينسج خيوطه حول ضمائر العالم ليغتال وعيها ويخرس أصواتها. إننا أمام مرحلة لاينقذنا فيها إلا اجتماع المآذن مع الأجراس، وتآلف القرآن مع الأنجيل في ميثاق إنساني واحد. المخطط الكوني الذي تسهر عليه الظلال الخبيثة، ليس استهدافا للمسلمين وحدهم، بل للبشرية قاطبة. إنه مشروع لاهوتي مزيف يريد مسخ القيم وتشوية الفطرة وتبديل الموازين، تحت عباءة مايسمى بالحرية الكاذبة والعولمة المبرمجة.

من هنا يعلو النداء: لتتوحد الصفوف تحت راية العاصمة التي تمثل الإسلام الحقيقي الحضاري عاصمة الحكمة والعراقة وسدادة الرأي. ولنستجب لدعوات الجمهورية الإسلامية الإيرانية للحوار المذهبي والوجداني، فالحوار هو جسر النجاة من هاوية الفتنة، والعلم هو قطار العبور إلى غد يليق بالإنسان. ولنعلم جميعا أن الأخطبوط الخبيث المقنع بقناع التحضر والحداثة... هذا المحتل الغاصب...لايستهدف طائفة بعينها بل يريد محو النور من عيني البشرية، ليغدو الإنسان مجرد ترس في ماكينة الفساد.

فلتكن رسالتنا: (واعتصموا بحبل الله جميعا).

فالوحدة هي الترياق ضد الإنشطار، وهي ميثاق المستضعفين في وجه المستكبرين. الشكر لكل من يزرع بذور التحابب والتعاضد، ولكل من يقف في وجه باعة الضمائر ومهندسي الفوضى.

فهناك من يحرك البيادق بدم بارد، تذكروا أن الحرب ليست بين الشرق والغرب، بل بين من يريد إحياء الإنسان ومن يريد تفريغه من معناه. فاصبروا وكونوا على يقين أن وعد الفجر آت، لاريب فيه، وأن شمس الأمة ستشرق من جديد على وقع الأجراس والمآذن معا... وستفك الشيفرة، وتكتب بداية البيان.

مفكر كاتب حر، فنان وطني شامل، وإعلامي سابق.