من وعي الحقيقة يولد الإقلاع، ومن صدق الإرادة تستعاد الأرض والسيادة.
في عصر تضج فيه الأبواق وتخرس المواقف، يصبح البيان مقاومة، والكلمة درعا من نور في وجه الغزو الصامت. الجنوب السوري ليس حدودا جغرافية فحسب، بل هو رئة التاريخ التي تتنفس منها دمشق شرفها وكرامتها. هناك عند سفح جبل الشيخ السوري، يتسلل المحتل متخفيا بعباءة ” الأمن الوقائي " ليزرع بؤرا من التمدد والإختراق، فيما يكتفي البعض بالصمت المريب وكأن الوطن ورقة مساومة في بازار السياسة العمياء.
”الإحتلال الصامت...وفضيحة الوعي المخدر"
إن الإحتلال لايقتصر على الأرض، بل يتسلل إلى الوعي حين تخرس الضمائر ويباع الشرف في سوق الدولار. لذا وجب على النخبة الواعية أن تعلن النفير الأخلاقي والفكري. الأشد وقعا بالعدو، ليس بالبندقية وفوهة المدفع والصاروخ فحسب بل بالوعي و الإعلام والحق الموثق. يجب أن ينبعث حراك دبلوماسي منضبط، يعيد الملف إلى محافل العدالة الأممية، ويطالب بوقف الانتهاكات التي تهدد الأمن و السلم الاقليمي.
” وحدة وطنية...ضد الفرقة والفراغ "
ندائي لشعب بلد الأبجدية الأولى العظيم_ بمختلف أطيافه ونسجه وملله ونحله_ أن يكون يدا واحدة، جسدا واحدا، ضد كل مشروع تقسيمي أو طائفي أو انفصالي يسوق في دهاليز الخارج.
لاتلتفتوا إلى الدوائر التي تبيع المواقف بالتواقيع على حساب شرفكم وكرامتكم يا أبناء الشهامة، فذرة تراب من الأرض لأغلى من العرض. فالوطن لايقاض والكرامة لا تستعار. إنه العار!
” حكمة البيان ونور الإيمان "
وكما قال أحد أعلام الإعلام :
” إن الحقيقة إذا خنقت، تنفست من رئة الشرفاء "
خاتمة القول:
ليكن الإقلاع ولجذور المحتل الغاصب من إرضكم اقتلاع بعد التحري والإطلاع، فعل وعي لا ردة فعل، وليكن الوعي الوطني سلاحا يحرر الجنوب بالحق والحكمة. فالوحدة منجاة، والكرامة عهد، وسورية لاتختصر في حدود، بل تمتد بامتداد الوعي والمقاومة الفكرية والكتابية والإعلامية وبالضمير الحي.
مفكر وكاتب حر، فنان وطني شامل في الغربة.