طور معهد كوريا للآلات والمواد (KIMM) نظام إطفاء حرائق ذاتي التشغيل بالذكاء الاصطناعي قادر على اكتشاف وإخماد حرائق النفط على السفن البحرية، حتى في الظروف البحرية القاسية. يعتمد النظام على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحقق المستقل من حرائق النفط، ويعمل فقط عند التأكد من وجود حريق، مع توجيه الرغوة مباشرة نحو مصدر الحريق كما يفعل رجال الإطفاء البشر.

تقنية دقيقة واستهداف محدد

يختلف هذا النظام عن أنظمة الإطفاء التقليدية التي تطلق مواد الإطفاء على كامل المقصورات، إذ يركز على مصدر الحريق فقط، مما يقلل من الأضرار الناتجة عن الإنذارات الكاذبة. يعتمد النظام على:

كاشفات ذكية لتحديد مصدر الحريق.

وحدة تحكم بالذكاء الاصطناعي للتحقق من وجود الحريق وتحديد موقعه بدقة.

خوارزميات التعلم المعزز لضبط زاوية فوهة الرغوة بناءً على حركة السفينة والأمواج.

القدرة على إطلاق الرغوة حتى مسافة 24 مترا مع دقة تفوق 98٪.

اختبارات محاكاة وواقعية

قبل الاختبارات على السفن، أجرى الفريق اختبارات محاكاة كاملة المقاييس بمساحة 25 × 5 × 5 أمتار لمحاكاة مقصورات السفن، بما في ذلك الإضاءة والألوان. تم إعادة خلق حالات حريق ونيران وهمية، مثل ولاعات النار، شرارات اللحام، والسخانات الكهربائية، لتعليم النظام تمييز الحريق بدقة عالية.

نجح النظام في التعامل مع حرائق النفط المفتوحة والمخفية، بما في ذلك تلك المحتملة على حاملات الطائرات. كما تمكن من إخماد حريق مفتوح بمساحة 4.5 متر مربع وحريق مخفي تحت هيكل بحجم مروحية، ما أثبت قدرته على الاستجابة للحالات المعقدة في البحر.

التجارب على السفن الحقيقية

أُجريت الاختبارات على متن السفينة ROKS Ilchulbong من فئة LST-II، حيث نجح النظام في استهداف حريق نفطي على بعد 18 مترا حتى مع وجود أمواج بطول متر واحد.

للحفاظ على الدقة، طوّر KIMM خوارزمية تعلم معزز لضبط زاوية الفوهة باستمرار وفقا لبيانات التسارع في ستة محاور، مع تعويض حركة الأمواج والسفينة.

توسيع نطاق السلامة البحرية والصناعية

قال الباحث الأول الدكتور هيك لي من KIMM: "يعد هذا النظام أول تقنية في العالم تكمل التحقق خطوة بخطوة من المحاكاة على الأرض وصولاً إلى البيئات البحرية الفعلية. يمكنه الاستجابة بشكل مستقل لأخطر حرائق النفط على السفن في الظروف المفتوحة والمخفية، مما يمثل نقطة تحول مهمة لسلامة الطاقم وحفظ فعالية السفينة القتالية."

وأضاف أن التطبيقات المستقبلية للنظام تتجاوز الاستخدام البحري لتشمل:

مخازن الذخيرة

مستودعات الإمدادات العسكرية

حظائر الطائرات

المنشآت البحرية والصناعية

"امتداد استخدام هذه التقنية للسفن المدنية والمرافق البتروكيميائية سيعزز بشكل كبير السلامة من الحرائق في البحر وفي البيئات الصناعية."

يجمع نظام KIMM بين الدقة العالية للذكاء الاصطناعي، والتعلم المعزز، والاختبارات الواقعية الناجحة، ليشكل قفزة نوعية نحو تقنيات الإطفاء الذاتي في البيئات البحرية والصناعية، مما يعزز حماية الطواقم والسفن والمرافق الحيوية.