تمكن العلماء لأول مرة من رسم خريطة مفصلة للتفاعلات بين المناطق الرئيسية في دماغ الإنسان باستخدام تصوير الرنين المغناطيسي الوظيفي عالي الدقة بقوة 7 تسلا. أظهرت النتائج وجود شبكة واحدة تتحكم في العمليات الداخلية للجسم وتدير الموارد الطاقية بشكل متزامن.

تدمج هذه الشبكة بين وظيفتين أساسيتين:

التنبؤ والتنظيم (Allostasis): القدرة على توقع احتياجات الجسم وضبط الطاقة.

الاستقبال الداخلي (Interoception): مراقبة ما يحدث داخل الجسم من إشارات ووظائف حيوية.

تفاصيل التجربة العلمية

كانت المرة الأولى التي تمكن فيها الباحثون من تحديد المواقع الدقيقة والتفاعلات بين المناطق الدماغية الصغيرة، خصوصا تلك الموجودة تحت القشرة والتي تلعب دورا حاسما في تنظيم وظائف الجسم الحيوية.

تم إجراء المسح في حالة الراحة، مما سمح بتسجيل النشاط الطبيعي للدماغ وتدفق المعلومات بين الدماغ والجسم دون تأثيرات خارجية، واستخدم الباحثون أطلس Brainstem Navigator لعرض المناطق التي تتحكم في الجهاز العصبي المستقل، والغدد الصماء، والجهاز المناعي بدقة عالية.

تدفق المعلومات بين الدماغ والجسم

استند التحليل إلى مسارين رئيسيين للمعلومات:

1. المسار التنبؤي (Allostatic): من الدماغ إلى الأعضاء لتعديل الوظائف الحيوية.

2. المسار الداخلي (Interoceptive): من الجسم إلى الدماغ لإبلاغه بالحالة الداخلية.

وأظهرت الخريطة الجديدة أن معظم الاتصالات الدماغية لدى الإنسان مشابهة لما وُجد لدى الثدييات الأخرى، بما في ذلك جميع الاتصالات القشرية (100%) ومعظم الاتصالات تحت القشرية (96%). كما أبرزت الدراسة الروابط الثنائية بين المناطق المسؤولة عن تلبية احتياجات الجسم وتلك التي تراقب الحالة الداخلية، مثل الاتصال بين التلفيف الحزامي الأمامي والفص الجزيرة الخلفي.