توصل فريق دولي من جامعة أوميو السويدية وجامعة فيينا إلى أن هرمونات الغدة الدرقية ، التي تتحكم بعمليات الأيض والطاقة في الجسم، قد ترتبط ارتباطاً مباشراً بتطور سرطان البروستاتا، وهو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال حول العالم.
الدراسة أظهرت أن أحد مستقبلات هرمونات الغدة الدرقية، المعروف باسم TRβ، يمكن أن يساهم في تحفيز نمو الأورام العدوانية عند تنشيطه بمادة الثلاثي يودوثيرونين (T3)، وهو أحد الهرمونات الرئيسة التي تفرزها الغدة الدرقية.
مادة جديدة تبطئ نمو الأورام
في التجارب المخبرية، لاحظ الباحثون أن تنشيط مستقبل TRβ يؤدي إلى انقسام أسرع للخلايا السرطانية.
لكن عند استخدام مركّب NH-3 الذي يعمل على تثبيط هذا المستقبل، تباطأ نمو الأورام بشكل واضح.
وتبيّن أن إيقاف نشاط TRβ لا يؤثر فقط في الهرمونات، بل يعطل أيضاً الإشارات الأندروجينية (الذكورية) التي تساعد على استمرار نمو السرطان حتى في الحالات التي لا يستجيب فيها المرض للعلاج الهرموني التقليدي.
نتائج واعدة على النماذج الحيوانية
عند اختبار العلاج على نماذج حيوانية مصابة بسرطان البروستاتا المقاوم للعلاج الهرموني، لاحظ العلماء أن الأورام ظلت أصغر حجماً ونمت بوتيرة أبطأ لدى الفئران التي تلقت مادة NH-3 مقارنة بغيرها.
ويشير ذلك إلى أن تثبيط مستقبل TRβ يمكن أن يكون وسيلة فعالة للحد من تطور هذا النوع من السرطان.
اختلاف واضح في أنسجة المرضى
التحليل الجيني لعينات أنسجة المرضى أكد أن مستوى TRβ في الخلايا السرطانية أعلى بكثير منه في الأنسجة السليمة.
كما كشف الباحثون عن طفرات جينية تمسّ المسارات الخاصة بهرمونات الغدة الدرقية، مما يعزز فرضية العلاقة المباشرة بين النظام الهرموني ونمو الورم
نحو جيل جديد من العلاجات المستهدفة
رغم أن المركّب NH-3 لا يزال في مرحلة التجارب، إلا أن النتائج الحالية تبشّر باتجاه جديد في العلاج الدقيق لسرطان البروستاتا، إذ يمكن استهداف مستقبل TRβ مباشرةً لإبطاء تطور المرض، دون المساس بالتوازن الطبيعي لوظائف الغدة الدرقية.