تشير دراسة نُشرت في مجلة JNeurosci إلى أن الدماغ يواجه صعوبة كبيرة في التخلي عن الحركات التي اعتاد عليها، مما يجعل تعلم مهارات جديدة مصحوباً بالكثير من الأخطاء.
فرغم أن الحركة تبدو بسيطة للإنسان العادي، إلا أن خلفها عملا معقدا يقوم به الدماغ والجهاز العصبي.
كيف يتكيف الدماغ مع المهارات الحركية؟
أُجريت التجربة على مجموعتين تضم كل منهما 35 شخصاً (23 رجلاً و12 امرأة).
المجموعة الأولى تعلمت مهارة حركية جديدة واحدة.
المجموعة الثانية تعلّمت مهارتين جديدتين في الوقت نفسه.
في البداية ظهرت الأخطاء بكثرة، إذ كان الدماغ يتمسك بالأنماط الحركية القديمة ويقاوم التحول إلى المخطط الجديد. ومع مرور الأيام وتحت التدريب المكثف، تراجع عدد الأخطاء تدريجياً، مما يشير إلى أن الممارسة تساعد الدماغ على بناء شبكات حركية جديدة والتبديل بينها بسلاسة.
تكاليف الانتقال الحركية: تفسير علمي للأخطاء
أكّد الباحثون أن التجربة تدعم أحد المفاهيم المعروفة في العلوم الإدراكية وهو مفهوم تكاليف الانتقال (Switching Costs).
ويعني هذا المفهوم أن الدماغ يحتاج وقتاً وجهداً للتبديل بين المهام أو الخطط المختلفة، سواء كانت معرفية أو حركية.
الأخطاء التي حدثت أثناء التبديل بين المهارات لم تكن بسبب عدم القدرة على أداء الحركة نفسها، بل بسبب ما يسمى “الاستمرار القسري” أو Perseveration، حيث يواصل الشخص تنفيذ التعليمات الحركية القديمة رغم معرفته بالتعليمات الجديدة.
وكان التبديل بين مهارتين جديدتين أصعب بكثير، ما يدل على أن المخططات الحركية الحديثة لم تُثبَّت بعد في الدماغ وتتطلب وقتاً أطول للترسخ.
الممارسة المكثفة: مفتاح ترسيخ الحركات الجديدة
خلصت الدراسة إلى أن التدريب المتكرر لا يقتصر على صقل المهارة، بل يساعد الدماغ على:
إنشاء مخططات حركية جديدة
التخلص تدريجياً من الأنماط القديمة
تعزيز القدرة على التبديل بين أكثر من استراتيجية حركية
تقليل الأخطاء بمرور الوقت
هذه النتائج تفسر سبب صعوبة تعلم المهارات في الرياضة، والعزف الموسيقي، والجراحة، والرقص، وكل المجالات التي تعتمد على الحركات الدقيقة.