أول العلامات التحذيرية لمرض الزهايمر أو باركنسون قبل ظهور أي أعراض
دراسات و أبحاث
أول العلامات التحذيرية لمرض الزهايمر أو باركنسون قبل ظهور أي أعراض
18 تشرين الثاني 2025 , 14:32 م

قد يكون للروائح قدرة مدهشة على استحضار ذكريات بعيدة أو ملامح من طفولة غائبة، لكن فقدان هذه القدرة الطبيعية قد يشير إلى ما هو أخطر من مجرد زكام أو التهاب عابر. فقد كشفت دراسة علمية حديثة أن اضطرابات حاسة الشم قد تكون من أولى العلامات المبكرة على بدء أمراض تنكسية في الدماغ مثل الزهايمر وباركنسون.

الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة سانتياغو دي كومبوستيلا، ونُشِرَت تفاصيلها عبر منصة The Conversation، تشير إلى أن تلف البصلة الشمية المسؤولة عن نقل إشارات الروائح إلى مناطق الذاكرة والعاطفة في الدماغ قد يكون مؤشرا مبكرا مهما لبدء هذه الأمراض.

كيف ترتبط حاسة الشم بإشارات الدماغ؟

تسهم الروائح في تنبيه الإنسان للخطر أو جذبه لأشياء مُحبّبة، كما تُوقظ ذكريات ومشاعر عميقة، وتؤدي البصلة الشمية، الموجودة في الجزء الأمامي من الدماغ قرب الأنف، دورا محوريا في نقل هذه الإشارات.

وعلى الرغم من أن فقدان الشم المؤقت أمر شائع أثناء نزلات البرد، فإن ضعف هذه الحاسة قد يكون دليلا على عمليات أعمق تحدث في الدماغ، والمثير أن تلك العلامات تظهر قبل سنوات من ظهور الأعراض السريرية.

فقدان الشم كعلامة مبكرة لباركنسون

غالبية مرضى باركنسون نحو 90% يعانون من ضعف أو فقدان في حاسة الشم، وهذا يجعلها أحد أهم المؤشرات الحيوية المبكرة للمرض.

تبدأ التغيرات المرتبطة بمرض باركنسون عندما تكون أكثر من نصف الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين قد تضررت بالفعل، مما يعني أن اكتشاف المرض مبكرا عبر اضطرابات الشم قد يمنح الأطباء فرصة أفضل للتدخل.

كما تشير الدراسة إلى أن المرض قد يبدأ في البصلة الشمية نفسها لأنها أكثر مناطق الدماغ تعرضًا لهجمات الفيروسات والسموم.

الزهايمر والارتباط بين الشم والذاكرة

يبدأ مرض الزهايمر بتلف في منطقة الدماغ المعروفة باسم "اللّطخة الزرقاء" (Locus Coeruleus)، وهي مرتبطة هي الأخرى بالبصلة الشمية، لذلك تعد اضطرابات الشم علامة إنذار مبكرة قبل ظهور أعراض الخرف الواضحة بسنوات.

ما الذي يكشفه تغير الشم عن الحالة الصحية؟

تشير الأبحاث إلى أن دمج اختبارات الشم مع اختبارات أخرى يعزز دقة تشخيص باركنسون. ومن المثير أن المرضى الذين يتطور لديهم باركنسون يعانون خصوصا من ضعف القدرة على التعرف على الروائح المحايدة أو غير اللطيفة، بينما تبقى قدرة تمييز الروائح الجميلة شبه طبيعية.

كما أن لمرض باركنسون رائحة مميزة تشبه رائحة الخشب أو المسك، يمكن لبعض الأشخاص ذوي الحس الشمي الحاد التعرّف عليها.

تؤكد هذه الدراسة أن فقدان الشم ليس مجرد عرض جانبي عابر، بل قد يكون صوت إنذار مبكر ينبّهنا إلى تغيّر يحدث صامتا في الدماغ، ومع تزايد الجهود العلمية، قد تصبح اختبارات الشم خطوة رئيسية في التشخيص المبكر لأمراض مثل الزهايمر وباركنسون، مما يساعد على التدخل في الوقت المناسب.

المصدر: منصة The Conversation