فطرٌ مجهري يهدد تحفة فنية عمرها 500 عام في متحف تريتياكوف
منوعات
فطرٌ مجهري يهدد تحفة فنية عمرها 500 عام في متحف تريتياكوف
25 تشرين الثاني 2025 , 11:29 ص

أعلن علماء من مركز أبحاث البيوتكنولوجيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية عن اكتشاف فطر مجهري خطير يهاجم أيقونة نوفغورودية تعود للقرن السادس عشر، تحمل اسم "ديسوس" وموجودة ضمن مجموعة تريتياكوف الشهيرة. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Journal of Cultural Heritage.

اكتشاف مفاجئ على سطح أيقونة عمرها نصف ألف عام

قبل عامين تقريباً، جمع العلماء 15 عيّنة ميكروبيولوجية من سطح الأيقونة التي يبلغ ارتفاعها مترين، والمعروفة باسم "ديسوس من 13 شخصية". كانت الأيقونة قد وصلت إلى تريتياكوف في ثلاثينيات القرن الماضي وهي في حالة ملوّثة بشدة.

وخلال التحضير لعمليات الترميم، لاحظ الخبراء وجود علامات بيولوجية غير مألوفة، مما دفعهم لطلب مساعدة المتخصصين في علم البيوتكنولوجيا.

فطر من عائلة غير متوقعة

أظهرت التحاليل وجود فطر من نوع Iodophanus sp. ينتمي إلى عائلة Pezizaceae. والمثير للدهشة أن هذا النوع عادةً يعيش في بيئات تحتوي على أوراق متحللة، وليس على الأعمال الفنية.

اختبار مدى شراسة الفطر على الطبقات اللونية القديمة

لفهم مدى خطورة الفطر على الأيقونة، زرع الباحثون المستعمرة على نماذج خاصة تحاكي طبقات التلوين القديمة، باستخدام خامات تقليدية مثل:

تمبرا البيض

الغراء المستخدم في العصور القديمة، مثل الغراء المستخرج من سمك الحفش

الأصَباغ الطبيعية

طبقات الورنيش التقليدي

نتائج التحليل: مناطق تتلف بسرعة وأخرى تقاوم

توصل العلماء إلى ما يلي:

الفطر يهاجم بشدة:

تمبرا البيض

غراء الحفش

صبغة المغرة (الأوخر)

تأثيره أضعف على:

الأصباغ الحمراء

الأصباغ الخضراء الكوبالتية

بينما أظهرت الدهانات البيضاء المصنوعة من الزنك تأثيراً ساماً على الفطر، مما يوقف انتشاره.

بدء البحث عن “سلاح مضاد” لإنقاذ الأيقونة

بعد تحديد نقاط الضعف والقوة لهذا الفطر، بدأ العلماء اختبار مجموعة من المطهرات المتخصصة بهدف إيقاف انتشار المستعمرة الفطرية. وقد شارك في هذه المرحلة معهد إنغلهاردت لعلم الأحياء الجزيئي.

وأظهرت التجارب أن مركبات الكبريت الجديدة التي طوّرها المعهد كانت الأكثر فعالية حتى الآن.

ويجري حالياً اختيار المركب النهائي الذي سيستخدم في معالجة الأيقونة وإنقاذها من التلف.

تهديدات بيولوجية مشابهة حول العالم

لا تقتصر هذه التهديدات على روسيا فقط. فمنذ يوليو الماضي، تعمل أقدم مكتبة في هنغاريا، الواقعة في دير يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، على حماية 100 ألف كتاب نادر من غزو “خنافس الخبز”.

هذه الحشرات الصغيرة، التي لا يتجاوز حجمها 2–3.5 مم، تتغذى على الغراء المصنوع من الجيلاتين والنشا المستخدم قديماً في تجليد الكتب.

وقد لاحظ العاملون وجود طبقة غبار غير اعتيادية على الرفوف، بالإضافة إلى ثقوب واضحة في عُرى الكتب وصفحاتها، وهي علامات كشفت عن انتشار غير مسبوق لهذه الحشرات خلال تاريخ الدير الممتد لـخمسة عشر قرناً.

المصدر: Russian Gazette