طوّر مهندسون وأطباء توليد وأمراض نساء في جامعة موناش جهازا مبتكرا يشبه اللصاقة الطبية (Band-Aid)، يمكن ارتداؤه على البطن لمتابعة حركات الجنين داخل الرحم ، يهدف هذا الابتكار إلى توفير وسيلة آمنة وسهلة للمراقبة المنزلية، مما قد يسهم في تعزيز سلامة الحمل وتقليل القلق لدى الأمهات.
لاصقة ذكية لمراقبة حركات الجنين
تشير الدراسة المنشورة في مجلة Science Advances إلى أن اللصاقة الجديدة عبارة عن رقعة رقيقة بمساحة تتراوح بين 10 و14 سم²، قادرة على رصد حركات الجنين المختلفة مثل التدحرج والتمدد والركل.
وفي تجربة سريرية شملت 59 سيدة حامل، أظهر الجهاز قدرة على اكتشاف هذه الحركات بدقة تتجاوز 90%.
حالياً، تعتمد معظم النساء الحوامل في المنزل على العدّ اليدوي لحركات الجنين، وهو أسلوب قد يسبب القلق أو عدم اليقين بسبب عدم دقته.
كيف تعمل اللصاقة القابلة للارتداء؟
يوضح الأستاذ المشارك فينايك سميث من قسم أمراض النساء والتوليد في جامعة موناش، أن الجهاز الجديد صُمّم لتقديم مراقبة مستمرة وغير تدخّلية، مما يملأ فجوة كبيرة في آليات مراقبة الجنين الحالية.
وقال سميث:
"تعطينا حركات الجنين معلومات مهمة عن حالته الصحية، لكننا لا نملك وسيلة عملية ومريحة لمراقبتها بشكل مستمر خارج المستشفى. تم تصميم هذه اللصاقة الناعمة لتغيير ذلك."
وأضاف: "لقد طوّرنا جهازا خفيف الوزن ومرنا يمكن للحوامل ارتداؤه لفترات طويلة دون التأثير على حياتهن اليومية."
أما الدكتورة فائه مرزبانراد، رئيسة مختبر معالجة الإشارات الحيوية في كلية الهندسة بجامعة موناش، فأوضحت أن قوة هذا الابتكار تكمن في المزج بين المواد اللينة وتقنيات معالجة الإشارة والذكاء الاصطناعي.
وقالت: "تُنتج حركات الجنين أنماطا مختلفة على سطح البطن، وتلتقط الحساسات الموجودة في اللصاقة هذه الإشارات. بعدها يقوم النظام المعتمد على التعلم الآلي بتحليل الإشارات والتعرف على الحركات وتمييزها عن حركات الأم."
وأضافت: "من خلال دمج بيانات المستشعرات مع الذكاء الاصطناعي، يتمكن الجهاز من التقاط نطاق أوسع من الحركات مقارنة بالأجهزة القابلة للارتداء الحالية، مع الحفاظ على صغر حجمه وراحته."
اختبارات الجهاز وتأثيره المحتمل
بدأ الفريق البحثي بتقييم حساسات الجهاز باستخدام نماذج بطن صناعية ثنائية وثلاثية الأبعاد لاختبار كيفية استجابتها لركلات جنينية محاكاة من اتجاهات وعمق مختلفة.
بعد ذلك، جرى اختبار الجهاز على 59 امرأة حامل باستخدام لصاقتين توضعان على البطن، بينما تم استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية كمرجع أساسي أثناء تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على تفسير الإشارات.
وأوضح الأستاذ المشارك سميث أن الجهاز يمكن أن يزوّد الوالدين بمعلومات أوضح حول حركة الجنين، مما يساعد في كشف التغيرات المقلقة بشكل مبكر.
وقال: "انخفاض حركة الجنين أحد أكثر الأسباب شيوعا لزيارة الحوامل للمستشفى، ومع ذلك نعتمد غالبا على الإبلاغ الذاتي. يمكن لجهاز مريح ويوفر مراقبة مستمرة أن يمنحنا معلومات أدق ويساعد الأمهات والآباء على الشعور بالطمأنينة بين المواعيد الطبية. إنه أداة واعدة في رعاية الحوامل."
وأكّد الباحثون أن التقنية لا تهدف إلى استبدال التقييمات الطبية أو دور الأطباء، بل إلى دعم الرعاية التقليدية من خلال تزويد الأسر بمصدر معلومات إضافي يساعد في التدخل المبكر عند الحاجة.
الخطوات القادمة
تشمل الخطوات المستقبلية إجراء تجارب سريرية موسّعة، إضافة إلى بدء العمل على مسارات الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة لاستخدام الجهاز في المنازل والمراكز المجتمعية.