كتب عمر معربوني:
مقالات
كتب عمر معربوني: "تشويش على زيارة البابا.. العدو يوقظ الفتنة من بوابة مرفأ بيروت".
عمر معربوني
3 كانون الأول 2025 , 21:46 م


طالَعَنا الناطقُ بِاسمِ جيشِ العدّوِّ "الإسرائيليِّ" بتصريحٍ مُصوَّرٍ يًَتَّهِمُ فيهِ حزبَ اللهِ بتصفية أربعةِ لبنانيينُ تجرَّأُوا، بحسبِ قوله، على كَشْفِ حقيقةِ الانفجارِ المُرَوِّعِ في مَرْفَإ بيروتَ الذي ذهب ضحيته مئاتُ اللبنانيين، وهو الِاتِّهامُ نفسُهُ الذي يتناغمُ فيهِ الـعدوُّ معَ بعضِ اللبنانيين الذين سارعوا إلى اتهام الحـزب بعد اللحظاتِ الأولى لِلِانفجار، والهـدف من تصريحه ذاك واضح لا يحتاج إلى أدنى تفكير ألا وهو إيقاظ الفتنة النائمة عسى أن تطل برأسها من جديد وتفعل فعلها في أخْذِ لبنانَ إلى الفوضى ولا سمح الله إلى الحـرب الأهلية.

الفوضى في لبنان هي هـ.ـدف "إســـ.ـرائـيـلي" دائم وهذا مفهوم، ففي كلّ مرّة يعجز فيها كيان الـ.ـعـ..ـدو عن تحقيق أهدافه بالقوّة العسـ.ـكر ية يعمل على نبش الملفّات الحسّاسة ويدفعها إلى الواجهة مجدّدًا لعلّها تدفع الأمور نحو الفوضى. ومن هذه الملفّات انفجار مرفأ بيروت الذي برزت مؤشرات حول التورط "الإســـ.ـرائـيـلي" فيه، لكن البعض سارع إلى اتهام الحـ.ـزب بأنّه المسؤول عنه من خلال تخزين الآف الأطنان من مادّة نيترات الأمونيوم والتي أدّى انفجارها إلى كارثة لا تزال آثارها تحفر في ذاكرة اللبنانيين.

أمّا وقد أثار الـ.ـعـ..ـدوّ الأمر مجدّدًا وهـ.ـدف كيانه من فتح الملّف مجدّدًا واضح وضوح الشمس وهو التشويش على نتائج زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان واستقباله في الضـ..ـاحية الجـ.ـنوبية لبيروت بما يليق به وبرمزيته والأثر الطيب الذي تركه هذا الاستقبال من ارتياح في نفوس المسيحيين باستثناء الفئة المــ.ــوتورة المعروفة والتي كأنها أصيبت بخنجر في قلبها فما كان منها إلا أن فتحت نار حقدها ولؤمها على بيئة دفعت الغالي والنفيس من دمائها ومقدراتها في سبيل لبنان.

رغم الجراح ورغم الآلام خرجت هذه البيئة لتعبّر عن صدق انتمائها وتموضعها في الجانبين الديني والأخلاقي لتقول لضيف لبنان: أهلًا وسهلًا بك كرمز للكنيسة والسلام. وما كان أحد ليُجبر هذه البيئة على تنظيم الاستقبال المميّز لولا أنّ ما فعلته هو في صلب معتقدها وسلوكها في النظرة التي تحمل الاحترام والتقدير للأديان السماوية وايمانها بالعيش المشترك وبأن البشر إما إخوة في الدين أو نظراء في الخلق.

هذا السلوك الذي يعبّر عن انتماء هذه البيئة للوطن لم يُعجب الصـ.ـهاينة فدفعوا بالناطق باسم جيشهم ليعلن اتهامًا للحـ.ـزب في ملف هو حصرًا بيد القـ.ـضاء اللبناني لتحويله إلى مادّة سجال تتوفر لها أدوات "لبنانية" جاهزة ومستعدة لخوض معارك الـ.ـعـ..ـدوّ سواء في مـ..ـواجهة رأس الدولة أو بمـ..ـواجهة بيئة المـقـاومة وهم من وصفهم رئيس الجمهورية بـ "بخاخي السم".

في المعلومات أن فريق البابا لاوون دوّن الكثير من الملاحظات الإيجابية عن طبيعة وعدد المحتشدين في الضاحية وكذلك مشاركة كـ..ـشافة المهدي (عج) الذين نشرت الصفحة العربية لموقع الفاتيكان صورًا لهم وهم يصطفون لاستقبال البابا وبيدهم اعلام لبنان والفاتيكان.

في جانب آخر حرص حـ.ـزب الله على التعاطي الإيجابي مع زيارة البابا وهو ما أكده ترحيب الأمين العام الشـ.ـيخ نـ.ـعيم قـ.ـاسـم والمشاركة الكبيرة لكـ..ـشافة المهدي والحـ.ـشد الجماهيري الذي وُصف بالكبير، وهو تعبير واضح عن موقف الحـ.ـزب ورؤيته للبنان على أساس الحرص على الوحدة الوطنية والتأكيد على علاقة كلّ اللبنانيين المتينة بالفاتيكان.

العديد من القوى المسيحية اللبنانية المناوئة لحـ.ـزب الله أبدت ارتياحها لهذه المشاركة على الرغم من موقفها المناوئ للحـ.ـزب.

موقف "القوات اللبنانية" جاء مخالفًا للمواقف التي أثنت على سلوك الحـ.ـزب وبيئته وأبى بعض مسؤوليها في تصريحاتهم وكذلك البيان الصادر عن حـ.ـزب "القوات اللبنانية" إلّا ان يوجه انتقاداته للرسالة التي وجهها حـ.ـزب الله لقداسة البابا، واعتبر في بيان رسمي، أن الرسالة “تضمّنت مجموعة مغالطات باعتبارها حاولت تقديم الحـ.ـزب بوصفه مدافعًا عن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، فيما هو نفسه لا يعترف بالشرعية الدولية ولا بالشرعة العالمية لحقوق الإنسان، ويصادر حقوق اللبنانيين وحرياتهم وقرارهم، فارضًا ثقافة تتناقض مع قيم الحياة والكرامة التي يجسّدها لبنان”. واستغرب بيان "القوات" تطرق رسالة الحـ.ـزب إلى العيش المشترك والديمقراطية، وهما مفهومان يسقطان حكمًا حين يُفرض السـلـاح على الحياة الوطنية والسياسية، وحين تعتبر جهة نفسها (أشرف الناس) وتتعامل مع شركائها في الوطن بوصفهم ملحقين بها.

أمام ما صدر عن حـ.ـزب "القوات اللبنانية" وما صرّح به الناطق باسم جيش العدّو تبدو الأمور واضحة لجهة العبث في وحدة لبنان واللبنانيين والعمل على إحلال أجواء سلبية بديلًا عن الأجواء الإيجابية وإدخال لبنان واللبنانيين في سجالات عقيمة لتعميق حالة الانقسام القائمة والعمل على إثارة الفتنة.

امام ما يحصل ويمكن أن يحصل على اللبنانيين أن يتعاطوا مع بعضهم انطلاقًا من مصالحهم المشتركة والعمل على توطيد أواصر العيش المشترك والوحدة الوطنية، فالبديل عن ذلك هو فوضى يريدها الـ.ـعـ..ـدوّ ستكون وبالًا على الجميع دون استثناء.

[03/12, 21:31] عصام شعبتو: الأخ الحبيب، وهذا مقالٌ للسيّد جعفر السيّد محمّد حسين فضل الله، جاهزٌ هو الآخرُ للنّشر: