طوّر علماء من معهد نوفوسيبيرسك للأبحاث في جراحة العظام والرضوح (НИИТО) باسم ي. ل. تيفيانا طريقة جديدة قادرة على التنبؤ بخطر الإصابة بشلل الأمعاء (البارازيس) ، وهو اضطراب خطير يتسبب في ضعف أو توقف الحركة الطبيعية للأمعاء، خاصة بعد إصابات العمود الفقري أو الجراحات الكبرى.
وقد سجّل العلماء هذا الاكتشاف رسميا وحصلوا على براءة اختراع لطريقتهم الجديدة.
ما هو شلل الأمعاء ولماذا يحدث بعد إصابات العمود الفقري؟
يشير الباحثون إلى أن إصابات العمود الفقري، خصوصاً تلك المصحوبة بتضرر النخاع الشوكي، قد تؤدي إلى تعطّل الإشارات العصبية الواصلة للأمعاء، مما يسبب ضعفا في انقباضاتها.
وتكمن المشكلة في أن الطرق التشخيصية الحالية غير كافية:
الفحوص التقليدية لا تظهر حالة الحركة المعوية بدقة
التصوير المقطعي صعب ومكلف وغير مناسب للاستخدام الروتيني
لا توجد طريقة عملية لقياس الخطر مبكرا
هنا تظهر أهمية الابتكار الجديد.
كيف تعمل الطريقة الجديدة؟
يعتمد النظام التشخيصي المبتكر على قياس عاملين أساسيين:
1. النشاط الكهربائي لأجزاء مختلفة من الأمعاء
2. ضغط التجويف البطني (الضغط داخل البطن)
بعد جمع هذه البيانات، يقوم الأطباء بحساب مؤشر يسمى:
«معامل ذروة الحركة الدودية» (Peristaltic Peak Factor)
وهو عبارة عن مقارنة بين:
مجموع النشاط الكهربائي النسبي لكل جزء من الأمعاء
مقابل ضغط البطن الداخلي
المعيار الذهبي للتشخيص المبكر
تشير براءة الاختراع إلى أن: انخفاض هذا المؤشر بنسبة تتجاوز 40% مقارنة بالقيمة الأصلية يدل على احتمال كبير لحدوث شلل الأمعاء.
هذا القياس يتم بالزمن الحقيقي، ما يمنح الأطباء فرصة التدخل مبكرًا قبل أن تتطور الحالة إلى مرحلة خطيرة.
مزايا الطريقة الجديدة
تعمل في الوقت الحقيقي
لا تعتمد على أجهزة تصوير باهظة الثمن
لا تتأثر بتناول المضادات الحيوية
توفّر تقييما موثوقا لحركة الأمعاء بعد العمليات الجراحية
وبفضلها يمكن للطبيب معرفة ما إذا كان المريض معرضا لتوقف الأمعاء بعد جراحات العمود الفقري أو غيرها من العمليات الكبرى.
خطوة مهمة في التشخيص المبكر
من المتوقع أن تسهم هذه التقنية في:
إنقاذ حياة المرضى عبر التدخل المبكر
تقليل المضاعفات بعد الجراحة
تحسين جودة الرعاية في غرف الإنعاش والعناية المركّزة
وتعكس براءة الاختراع الجديدة تقدماً مهماً في تطوير أدوات طبية فعّالة وأكثر سهولة للاستخدام اليومي.