مقدّمة
تعيش المنطقة اليوم واحدة من أكثر لحظاتها حساسية وتعقيدًا؛ فالمشهد الممتد من غزة إلى لبنان وصولًا إلى اليمن يعكس حالة اشتباك سياسي وعسكري متصاعد، تتداخل فيه الحسابات الإقليمية مع مصالح دولية، فيما يبقى المدنيون الحلقة الأضعف في سلسلة الأحداث.
غزة: صمود شعب تحت ضغط متواصل
ما يزال قطاع غزة يواجه وضعًا إنسانيًا خطيرًا نتيجة استمرار التوترات والعمليات العسكرية التي أثرت على البنية التحتية والخدمات الأساسية. تقارير المنظمات الدولية تشير إلى الحاجة الماسة للغذاء والماء والرعاية الصحية، وسط قيود مشددة على حركة الإغاثة.
ورغم حجم المعاناة، لا يزال الشعب الفلسطيني يتمسك بحقوقه ومطالبه المشروعة، في مشهد يُظهِر صلابة المجتمع ووعيه السياسي في مواجهة الضغوط.
لبنان: الحدود المشتعلة ومساعي التهدئة
تشهد الحدود الجنوبية للبنان حالة توتر مستمرة بين عمليات محدودة ومحاولات دبلوماسية لوقف التصعيد. الأوضاع الميدانية تظل حساسة، فيما تحاول الحكومة والقوى السياسية تجنب انزلاق البلاد إلى مواجهة أوسع، في ظل وضع اقتصادي هش وضغط إنساني متصاعد.
المشهد اللبناني اليوم يوازن بين قوة الردع، ومتطلبات حماية المدنيين، والحفاظ على الاستقرار الداخلي.
اليمن: معادلات معقّدة وصراع النفوذ
في اليمن يستمر المشهد بالتعقيد مع تصاعد التوترات بين القوى المحلية والإقليمية، خصوصًا في المناطق النفطية والحدودية. التحركات الأخيرة تكشف عن محاولات متجددة لإعادة رسم خارطة النفوذ، في وقت يعاني فيه البلد من آثار حرب طويلة أرهقت الاقتصاد والخدمات.
ورغم ذلك، يواصل اليمنيون التمسّك بحقهم في السيادة والاستقرار، ويطالبون بإنهاء التدخلات التي تزيد من تعقيد الأزمة.
خاتمة
تدل التطورات في غزة ولبنان واليمن على مرحلة مفصلية قد تحدد شكل المنطقة في السنوات المقبلة. وبين مسارات التهدئة وطبول المواجهة، تبقى العدالة والحقوق الإنسانية هي الفيصل الوحيد لضمان مستقبل أكثر استقرارًا للشعوب، بعيدًا عن سياسات الإشعال والصراعات الممتدة.
بدور الديلمي
الإعلامية اليمنية – باحثة في الشؤون السياسية والإقليمية