عبد الحميد كناكري خوجة: حزم وعزم وقوة إرادة وإصرار... كالبرق والرعد والإعصار
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: حزم وعزم وقوة إرادة وإصرار... كالبرق والرعد والإعصار


ياشعب سورية العظيم، ياملايين الأشراف وأحرار بلد الأبجدية الأولى: جنوبكم يستغيث، فهل من مغيث؟! أرضكم تنادي أين أبطال ووطنيين بلادي؟!

الكرامة تنتظر رجالها؛ فوحدوا الصفوف، وادفعوا عن تربكم الوطني كيد المحتل المعتدي.

إن ولادة المقاومة الوطنية السورية لتحرير الجنوب من الإحتلال الاسرائيلي، ليست ردة فعل آنية، بل استحقاق ثابت وخيار مشروع تضمنه الشرائع السماوية، وتكفله القوانين الدولية، وتقره مواثيق الأمم التي صرحت بأن أي شعب تغتصب أرضه يمتلك الحق القانوني والإنساني في مقاومة الإحتلال بكل الوسائل المشروعة. وهذه المقاومة بصعودها في الجنوب، لاتعارض الشرعية، بل تستعيدها؛ ولا تتجاوز القانون، بل تعيد إليه روحه؛ ولاتخلق صراعا، بل ترد عدوانا عمره عقود. فالجنوب السوري_ جبل الشيخ، القنيطرة، بيت جن، وكامل ثرى الجولان، ليس حدودا سياسية، بل ذاكرة وجود، وخرائط هوية، ومسرح أذان وناقوس ودم سال لأجل الكرامة. ومن يظن أن هذا الجنوب قابل للإبتلاع لايعرف تاريخ سورية ولاصلابة شعبها الأبي، ولاسيميولوجيا إنتمائها المتجذر من الفرات إلى الساحل ومن حوران إلى أعالي الشيخ.

والعدو الغاصب، بمخططاته المتراكمة، لايكتفي بالإستيلاء على الأرض، بل يحاول إعادة تشكيل وعي الشعوب عبر ميتافيزيقيا الخوف، و هندسة التفكيك، وصناعة خطاب يبرر تمدده. ومازال بسير بذات الخطى التي رسختها مدارس الإستكبار العالمي. يغذيه مال قذف من خزائن مغلفة بشعارات زائفة تخفي مقصدها الحقيقي.

وقد أدرك مفجر ثورة 1978 آية الله الخميني (ق). هذه الحقيقة باكرا، حين رفع لواء التحذير من المشروع الإستكباري الصهيوني الذي يستهدف كل الأمة. ثم جاء السيد علي خامنئي (د). ليجدد النداء ذاته: أن الخطر ليس طائفيا ولا مناطقيا ولا مذهبيا، بل خطر وجودي يستدعي وعيا جمعيا ووحدة إرادة.

ومن هنا، يبقى الشعب السوري العظيم، بطوائفه ونسجه وملله ونحله وجميع مكوناته، أكبر من كل محاولات التفتيت. هذا الشعب ولد من رحم الحضارة، ولن يسمح أن يسرق الجنوب من بين أضلعه، ولا أن يملى عليه مستقبل لايشبه تاريخه.

واذا دعا إلى الوحدة لبى، وإذا دعا إلى الدفاع عن الوطن، لبس ثوب الشهادة، لأن الدفاع عن الوطن في عقيدته عبادة تتقدس بالنية وتسمو بالفعل.

ومن جهتي كمفكر وككاتب...فلا أنتمي لسلطة ولا أخاصم حكومة، بل أنتمي لضمير حر وريشة قلم مستقلة. أكتب ضمن الأطر القانونية والأعراف الصحفية، أقدم رؤاي دفاعا عن الحقيقة، وخدمة لوحدة وكرامة وتقدم وازدهار بلادي، مسقط رأسي، دون تضخيم للذات ولا انحياز إلا للحق.

وإن الجنوب اليوم ينادي... نداء يوقظ الصامت، ويختبر الصادق، ويستنهض إرادة الشعب لتثبيت حقه واستعادة أرضه، وردع عدوان الغاصب بثبات وحكمة ووحدة لاتقهر.

مفكر كاتب حر في أرض الغربة.