كشفت دراسة جديدة أجراها علماء من مستشفى ماونت سيناي في الولايات المتحدة أن أنظمة تقييم مخاطر القلب المتداولة قد تتأخر كثيرا في اكتشاف الخطر الحقيقي، مما يترك عددا كبيرا من المرضى دون حماية أو علاج مبكر. وقد نُشرت النتائج في مجلة Journal of the American College of Cardiology: Advances.
الدراسة تؤكد أن أعراض النوبة القلبية غالبا ما تظهر متأخرة جدا، بينما تكون القرارات العلاجية مبنية على حسابات لا تستطيع رصد الخطر الحقيقي في الوقت المناسب.
الأدوات المستخدمة لكنها ليست دقيقة بما يكفي
قيّم الباحثون دقة اثنين من أكثر أدوات التنبؤ شيوعا:
مقياس ASCVD الشهير لتقدير خطر أمراض القلب
حاسبة PREVENT الأحدث في هذا المجال
تعتمد هذه الأدوات على: العمر، الجنس، مستوى ضغط الدم، نسبة الكوليسترول، التاريخ الطبي، وعوامل أخرى، لتحديد ما إذا كان المريض بحاجة للعلاج الوقائي.
نتائج صادمة: أكثر من نصف المرضى لن يحصلوا على العلاج
حلّل العلماء بيانات 474 مريضا تحت سن 66 عاما أصيبوا بأول نوبة قلبية، وأظهرت النتائج:
لو استخدم الأطباء أداة PREVENT قبل يومين من حدوث النوبة، 61% من المرضى لم يكونوا ليحصلوا على العلاج المطلوب.
أما مقياس ASCVD فكان سيُخطئ في تقدير خطر 45% من الحالات.
وهذا يعني أن آلاف الأشخاص ممن يُصنَّفون "بصحة جيدة" وفق هذه الأدوات، معرضون في الواقع لخطر كبير.
الاعتماد على الأعراض،خطأ كبير آخر
وجد الباحثون أن:
غالبية المرضى لم يشعروا بأي أعراض إلا قبل أقل من يومين من النوبة.
المرض يتطور بصمت لسنوات قبل أن تظهر الأعراض.
هذا التأخر في ظهور العلامات يجعل الوقاية شبه مستحيلة إذا كانت تعتمد على الأعراض فقط.
دعوة لإعادة التفكير وإنقاذ الأرواح
يشدد العلماء على ضرورة إعادة تصميم نماذج تقييم المخاطر، والانتقال من الاعتماد على الحسابات والنماذج الإحصائية إلى:
الكشف المباشر عن المرض عبر الفحوصات المتقدمة
التشخيص المخصص لكل مريض
الاعتماد على مؤشرات بيولوجية أو تصويرية أكثر حساسية
ويحذرون من أن الاستمرار في الاعتماد على الأدوات الحالية يعني فقدان المزيد من الأرواح التي يمكن إنقاذها عبر تشخيص أدق وأسرع.