قدس: محور المقاومة و منارة الأحرار
مقالات
قدس: محور المقاومة و منارة الأحرار
مريم سليم
9 كانون الأول 2025 , 22:31 م

مريم سليم تكتب-

لمن شكك في مصداقية النظام الإسلامي في إيران، ندعوه بكل لطف إلى مراجعة موقفه السلبي منها، فالظلم أن يتهم منصف إيران بالتقصير في معالجة ملف استحقاقي للأمة الإسلامية دون بيّنة مقنعة. فمواقف قادة فصائل المقاومة وتقديرهم وشكرهم لإيران على دعمها الكامل لفصائل المقاومة الفلسطينية كافية لمن يعقل، وهي شهادات علنية من هؤلاء القادة.

هذه الدلالات تضمّنت اعترافات واضحة بأهمية دور إيران في دعم المقاومين الشرفاء، وليست مجرد مجاملات. فموقف إيران من القضية الفلسطينية، باعتبارها أكبر قضية تحرير في العصر الحديث، موقف ثابت ولن تتخلى عنه. وإبراز جهود إيران من أجل تحرير فلسطين واجب شرعي للرد على الأكاذيب التي يروجها أعداؤها.

يعود هذا الدعم إلى مشروع قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني، الذي تعهد بقوة وإيمان بتحرير فلسطين مباشرة بعد تأسيس النظام الإسلامي المبني على نظرية ولاية الفقيه. وأكد على ضرورة إنهاء وجود إسرائيل على أرض فلسطين، التي استولت عليها بريطانيا الاستعمارية وسلمتها للمهاجرين الصهاينة.

لقد كانت مواكبة الإمام الخميني لمحنة فلسطين دقيقة، فقد كان سباقًا إلى تقديم الدعم المالي لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل ثورته بسبع سنوات، من خلال فتوى لمقلديه بتقديم الزكاة لتقوية المقاومة. وفي وقت كان العالم يخشى سطوة أمريكا، قام الطلبة الثوريون في إيران باقتحام سفارتها وإذلالها، وأطرد ممثلي الكيان الغاصب، وعلقوا لوحة سفارة فلسطين، تعبيرًا عمليًا لم يجرؤ عليه حكام العرب.

غاية إيران من هذا الدعم هي نصرة شعب فلسطين الذي لم يجد نصيرًا حتى من أشقائه العرب. وقد أدرك الغرب بقواه الاستعمارية أن إيران ستفسد عليه مشروعه في تثبيت إسرائيل في قلب البلاد الإسلامية، فعمل على مواجهتها بحصار اقتصادي قاسي، لكن النظام الإسلامي صمد ولم يتراجع عن هدفه.

لم يكن موقف إيران مجرد دعم مادي، بل إعداد شامل تضمن بناء قوة صاروخية متطورة. وقد أظهر العدوان الذي شنته أمريكا وإسرائيل على إيران قوة إيران في مواجهة أعتى الهجمة، فقد ردت خلال 48 ساعة بضرب مواقع استراتيجية داخل الكيان المحتل بقوة صاروخية لم تتمكن دفاعاته المتطورة من التصدي لها، وأصابت أهدافها بدقة.

لقد تأسس مشروع المقاومة الإسلامية بعد الثورة الإسلامية في إيران، وإيران هي التي تعهدته وما زالت حاضنته الأساسية، ولن تتخلى عنه مهما كانت النتائج. وقد عودنا النظام والشعب الإيراني أنهما أهل للتضحيات الجسام، ولن تسقط لهما راية في هذا المجال أبدًا. ومن يتوقع تراجعها فهو واهم، فالتجربة أثبتت صلابة إيران ووفاءها لعهودها، بعكس أعدائها الذين لم يتركوا لونًا ولا موقفًا إلا نقضوه.

أمريكا هي رأس البلاء في هذا العالم، وسيعرف العالم قيمة إيران عندما تنتصر على زعيم شياطين البشر. وعد الله آت لا محالة، والفرق بين الانتظار بيقين تام وبين الشاك في نفاذه هو الفرق بين التخلص من أذى أمريكا الذي طال أمده وكثرت جرائمه.