عبد الحميد كناكري خوجة: ياأيها ”العلماء
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: ياأيها ”العلماء"...إحذروا العملاء.


حارس الوعي...ومن يطعن يلق سيف التاريخ.

ياأيها العلماء و العقلاء...يامن تحرسون العقول قبل الحدود...إن أشد أعداء الأمة ليسوا أولئك الذين يأتون بالدبابات والمدافع والطائرات فقط، بل أولئك الذين يتسللون إلى الأرواح بثياب الوعظ، وينفثون سمومهم بلسان النصيحة، وهم في حقيقتهم عملاء ومقاولون لمشاريع الفوضى والبلبلة والشغب والتخريب، فهولاء هم السوس الخفي، والداء الدفين، والشر المتخفي خلف أقنعة التقوى.

والأمة التي تقايض فيها عقول أبنائها، تهدر فيها كرامة حاضرها ومستقبلها، لأن اختراق المثقف أخطر من اختراق الحدود، وشراء الضمائر أشد من شراء الأسلحة. فالوعي وحده حصنها المنيع، وهو السيف البتار الذي يقطع دابر الدخلاء قبل أن ينفذ إلى مفاصلها، كما قال تعالى: ”ولاتكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم (الحشر: 19).

”جمهورية إيران الإسلامية...مدرسة الصمود والوعي حين يتلحم شعبها الأصيل بالدولة"

ولعل أنقى مثال على هذا الوعي الجمعي، وهذه الغيرة على الوطن والصلابة الوطنية، هو مانراه ويراه السواد الأعظم من البشر في هذا البلد الأصيل وتلك الأرض التي علمت العالم معنى الثبات، وكيف تتحول الأمة إلى سد منيع حين يتحد شعبها مع قيادته وجيشه، وحرسه الثوري، الأسد الحامي لسياج الوطن ودرعه الوفي الأمين. فشعب إيران العظيم ليس مجرد كتلة عددية، بل نسيج روحي وأخلاقي يربط بين أبنائه حبل التحابب، والتعاضد، والتكافل، والغيرة على الوطن والمقدسات.

شعب أدرك حجم المخطط الخبيث الذي أرادت به قوى الإستكبار إثارة الفوضى...والبلبلة والشغب داخل مدنه وقراه، لكنه وقف صفا واحدا كالبنيان المرصوص من طهران إلى شيراز، ومن الأهواز إلى تبريز، معلنا: إيران لم ولن تخترق، ولن تباع، ولن تكسر. ومهما حاولت قوى الشر إشعال الفتن، وجدتها تطفأ بوعي الجماهير. ومهما ضخ الإعلام المأجور سمومه، وجدها الإيرانيون غبارا تذروه الرياح.

أما حكومتها الرشيدة، فقد أثبتت للعالم أنها قوة سياسية عاقلة، ذات بصيرة استراتيجية، وقيادة تعرف كيف تحمي شعبها وتواجه المؤامرة بالحنكة لا بالإرتجال. وقوفها إلى جانب شعبها لم يكن موقفا رسميا فقط، بل عهدا اجتماعيا متبادلا، تؤازر المواطن، ويؤازرها المواطن، وأما عن جيشها وحرسها الثوري العظيم، فهم أبناء الشعب، ومن نبض الشعب، ومن تراب الشعب. ولذلك حين يلتف الشعب حولهم فهو لايلتف حول مؤسسة منفصلة، بل حول جزء من روحه ودمه وكرامته. ولا غرابة أن نرى شعوب العالم تدهش من هذا المشهد الفريد: شعب واحد... دولة واحدة...قلب واحد...في وجه عالم البغي والطمع والإستكبار.

” شعوب محور الخير...وحدة تكسر المؤامرة "

وعلى امتداد محور الخير من الشرق إلى الغرب، تبرهن الشعوب الحرة على أن التضامن قوة فوق الاستراتيجيات، وأن الوعي أقوى من أعلام إعلام العمالة، وأن الصمود الشعبي يطيح بمشاريع الهيمنة مهما كانت ممولة ومصممة بإتقان.

وفي المقابل هناك بعض عاشقي عروشهم المرصعة المتفاخرون بأبراجهم الزجاجية المضاءة يغدقون أرقام تصب في خدمة حكومتي الطاغوتين الأكبر وإبنه الأصغر، ويظنون أن دعم الفوضى سيمنحهم خلودا سياسيا، بينما هو في الحقيقة يكتب نهايتهم بأيديهم.

ومعهم بعض حكومات الغرب المنافق الطامع، الذي لايريد لبلادنا إلا التفتيت، ولايسعى إلا بإشعال النزاعات ليبيع السلاح ويشتري الولاء.

” تحذير من التخدير...وبلسان شديد"

ومع كل ذلك...يبقى التحسيس والتحذير واجبا. فكل من سولت له نفسه أن يطعن بالوطن، أو يروج للفوضى، أو يفتح الباب للأعداء، أو يبيع شرف الأمة بحفنة من مال قذر...

فالويل ثم الويل ثم الويل له. لن ينجو خائن...ولن يعذر عميل...ولن يسامح متآمر.

ومن يعبث بتراب الوطن، فلينتظر عصا الأمة الغليظة، وسخط التاريخ، وحساب الشعوب الذي لن يرحمه.

فحين تتألف شعوب محور الخير، وتتعاضد إرادتها، وتتحد كلمتها، يصبح الوطن منيعة، وتصبح المؤامرات هباء منثورا، ويصبح المستقبل نورا لايطفأ، بإذن الله: ”ومن يتق الله يجعل له مخرجا"

” ياشعوب الشرف والصلابة...تحصنوا بالوعي، وتيقظوا للمندسين؛ فعملاء الظلام لايواجههم إلا يقظتكم وفطنتكم ووحدتكم وصدق بصيرتكم".

سلام إلى الأرض التي علمتنا أن الشموخ قد يحجب عن الحروف، لكنه لايختبئ عن القلوب؛ وإلى أهلها الذين ماخذلوا الحق يوما، ولا صافحوا البغي سرا ولا جهرا. وتحذير رفيق من دخيل يتسلل بثوب النصيحة، وعميل يتخفى في ظلال الوفاء، ليغرس في جسد الأمة شقاقا لايليق بأحفاد التاريخ.

تحية إلى الأرض التي لا تهزم لأن شعبها لاينكسر، وإلى القوم الذين جعلوا من اليقظة درعا، ومن الاتحاد سيفا، ومن الوعي سياجا يحاصر كل دخيل ماكر يظن أن الظل يخفي خيانته. فهذه الأمة الملتفة حول قيادتها وجيشها وحرسها الثوري الأصيل، لا ولن ولن تسمح لغبار عميل أن يعكر صفو وحدتها، ولا لخطوة خائن أن تدنس ترابها.

سلام إلى الديار التي تخفي جلالها وعظمتها خلف التواضع، وإلى الشعب الذي إذا اشتد عليه الخطب إتحد أكثر واكثر وتلاحم مع جيشه وحكومته، وإذا دبرت له المؤامرة انتبه، فصار سدا منيعا لايشق ولا يزحزح. وإشعارا بأن كل مندس عميل متقن لفن التخفي، سيصطدم بوعي أمة تعرف معدنها، وتدرك حجم الاستهداف عليها، ولاتسمح لعميل أن يعبث بصفها، ولا لخائن أن يغرس مسماره في جدار وحدتها.

تحية لشعب عظيم يقظ موحد أسقط المؤامرة بثبات ووعي.

سلام لشعب عظيم واع موحد صان وطنه من كل مكيدة وفتنة.

مفكر وكاتب حر وفنان خط مستقيم شامل في الغربة.