العلم يشرح آلية عمل الساعة البيولوجية وسبب الاستيقاظ قبل رنين المنبّه
دراسات و أبحاث
العلم يشرح آلية عمل الساعة البيولوجية وسبب الاستيقاظ قبل رنين المنبّه
13 كانون الأول 2025 , 09:56 ص

ربما حدث ذلك معك: تضبط منبّهك على الساعة 6:30 صباحا، لكنك تستيقظ قبل موعده بدقائق دون أي صوت أو محفز خارجي. يبدو الأمر غريبا، لكنه في الحقيقة نتيجة مباشرة لعمل الساعة البيولوجية في جسمك، تلك الآلية الدقيقة التي تنظم مواعيد نومك واستيقاظك.

فكيف يتمكّن جسمك من معرفة الوقت بهذه الدقة؟

الساعة البيولوجية: المنبّه الداخلي للجسم

في عمق الدماغ توجد مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية تُعرف باسم النواة فوق التصالبة (SCN)، وتُعد “الساعة الرئيسية” للجسم.

تتولى هذه الساعة تنظيم الإيقاع اليومي (Circadian Rhythm) المرتبط بدورة 24 ساعة، والذي يحدد:

أوقات النوم والاستيقاظ

درجة حرارة الجسم

الشعور بالجوع

عملية الهضم

وتختلف مواعيد النوم والاستيقاظ بين الأشخاص بحسب اختلاف إيقاعهم اليومي؛ لذلك نجد من يفضّلون الاستيقاظ مبكرا (“أشخاص الفجر”) وآخرين يفضلون النوم والاستيقاظ المتأخر (“البوم الليلي”).

كيف يتنبأ الجسم بوقت الاستيقاظ؟

يعمل الروتين اليومي الثابت، خاصة مواعيد النوم، والاستيقاظ، والتعرّض لضوء الصباح، على تدريب الساعة البيولوجية لتتوقع وقت استيقاظك.

الاستجابة الصباحية للكورتيزول

عند اقتراب موعد استيقاظك، يبدأ الجسم بإطلاق سلسلة من التغييرات الهرمونية، أبرزها:

انخفاض الميلاتونين (هرمون النوم)

ارتفاع درجة حرارة الجسم

ارتفاع مستوى الكورتيزول فيما يُعرف بـ استجابة الكورتيزول عند الاستيقاظ، وهي دفعة صباحية تساعدك على الشعور بالنشاط

وعندما يتكرر هذا النمط يوميا، تبدأ الساعة البيولوجية في التنبؤ بوقت الاستيقاظ، فتنتقل بحالتك من النوم إلى اليقظة قبل أن يرنّ المنبّه.

هل الاستيقاظ قبل المنبّه دائماً أمر جيد؟

استيقاظ طبيعي ومنتظم

إذا استيقظت قبل المنبّه وأحسست بالانتعاش، فهذا يدل على أن:

إيقاعك اليومي مضبوط جيدا

جسمك يمر بدورة نوم صحية

ساعتك البيولوجية تتوقع موعد استيقاظك بدقة

استيقاظ غير مريح أو مصحوب بإرهاق

أما إذا استيقظت مبكرا مع شعور بالتعب أو القلق، فقد يكون السبب:

ضعف جودة النوم

الاستيقاظ بسبب التوتر أو القلق

اضطراب الإيقاع اليومي

دخولك في نوم خفيف نتيجة عوامل داخلية أو خارجية

عوامل تؤثر على نومك واستيقاظك

1. التوتر والقلق

يزيدان من إفراز الكورتيزول، ما يجعل العودة للنوم صعبة ويؤدي إلى الاستيقاظ المبكر.

2. الترقّب والحماس

الأحداث المهمة أو المثيرة يمكن أن تبقي الدماغ في حالة تأهّب، فتكون مراحل النوم أخف وأسهل في الانقطاع.

3. اضطراب الجدول اليومي

عدم الانتظام في النوم والاستيقاظ يؤدي إلى:

صعوبة التركيز

الشعور بالنعاس خلال اليوم

ضعف الأداء العقلي

الاعتماد الكامل على المنبّه.

كيف تساعد الساعة البيولوجية على نوم أفضل؟

من الممكن تدريب الجسم على الاستيقاظ دون منبّه باتباع عدة ممارسات:

الالتزام بوقت ثابت للنوم والاستيقاظ (حتى في عطلة نهاية الأسبوع)

النوم 7–8 ساعات يوميا

تجنّب الكافيين، الكحول، والوجبات الثقيلة قبل النوم

خلق بيئة نوم مظلمة وهادئة

الابتعاد عن الشاشات قبل النوم

التعرّض لضوء الشمس صباحا

هذه الخطوات تساعد الساعة البيولوجية على البقاء متزامنة مع الضوء والظلام الطبيعيين، مما يجعل الاستيقاظ أكثر سهولة وراحة.

الاستيقاظ قبل رنين المنبّه ليس صدفة، بل هو دليل على أن ساعتك البيولوجية تعمل بانسجام مع نمط حياتك. لكن إذا كان الاستيقاظ مبكرا متكررا وغير مريح، فقد يكون مؤشرا على اضطرابات في النوم تتطلب تعديل العادات اليومية.

المصدر: The Conversation