نقص عالمي خطير في الدهون المفيدة للدماغ
دراسات و أبحاث
نقص عالمي خطير في الدهون المفيدة للدماغ
14 كانون الأول 2025 , 12:22 م


كشفت دراسة علمية حديثة عن واقع غذائي مقلق على مستوى العالم، حيث تبيّن أن النظام الغذائي لغالبية البشر بعيد جدا عن التوصيات الطبية. وأظهرت النتائج أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص حول العالم لا يحصلون على كميات كافية من أحماض أوميغا-3 الدهنية الضرورية لصحة الدماغ والجسم.

دراسة عالمية تكشف “الجوع الخفي”

أجرى فريق من الباحثين في جامعة شرق أنغليا دراسة تُعد الأولى من نوعها عالميًا، تناولت استهلاك نوعين أساسيين من أحماض أوميغا-3 الدهنية، وهما:

EPA (حمض إيكوسابنتاينويك)

DHA (حمض دوكوساهيكسانويك)

وشملت الدراسة أشخاصًا أصحاء من مختلف دول العالم، ونُشرت نتائجها في مجلة Nutrition Research Reviews العلمية.

وأظهرت البيانات أن 76٪ من سكان العالم لا يصلون إلى الحد الأدنى الموصى به من هذه الأحماض، وهو ما وصفه العلماء بأنه ليس مجرد نقص غذائي عابر، بل خلل بنيوي في أنماط التغذية العالمية يُعرف باسم “الجوع الخفي”.

لماذا تُعد أحماض EPA وDHA ضرورية؟

تلعب أحماض أوميغا-3، وخاصة EPA وDHA، دورا محوريا في:

بناء أغشية الخلايا

دعم وظائف الدماغ والجهاز العصبي

الحفاظ على صحة شبكية العين

تقوية جهاز المناعة

ويرتبط نقص هذه الدهون الصحية بزيادة خطر:

الخرف وتدهور القدرات المعرفية

ضعف التركيز والذاكرة

أمراض القلب والأوعية الدموية

تراجع المناعة العامة للجسم

الوصول إلى الكمية الموصى بها أصبح أصعب

تشير الدراسة إلى أن الوصول إلى الحد الأدنى اليومي الموصى به (250 ملغ من EPA + DHA) عبر الغذاء وحده أصبح أكثر صعوبة في كثير من مناطق العالم، وذلك بسبب:

ارتفاع أسعار الأسماك الدهنية عالية الجودة

استنزاف المخزونات الطبيعية للأسماك البرية

تراجع استهلاك الأسماك في الأنظمة الغذائية الحديثة

هذا الواقع يضع العالم أمام مأزق غذائي عالمي يهدد الصحة العامة على المدى الطويل.

دعوة لإعادة صياغة سياسات الصحة العالمية

في ضوء هذه النتائج، دعا مؤلفو الدراسة الحكومات والمؤسسات الصحية إلى إعادة النظر في استراتيجيات التغذية والصحة العامة، مؤكدين على ضرورة:

إطلاق برامج وطنية لتدعيم الأغذية بأحماض أوميغا-3

تسهيل الوصول إلى مكملات غذائية عالية الجودة

إعطاء أولوية خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل:

النساء الحوامل

كبار السن

ويؤكد الباحثون أن معالجة هذا النقص ليست خيارا، بل ضرورة ملحّة لحماية صحة الأجيال الحالية والمستقبلية.

المصدر: Наука Mai