في اكتشاف فلكي مثير يعيد إلى الأذهان كوكب تاتوين الشهير من سلسلة حرب النجوم، أعلن علماء الفلك عن رصد كوكب جديد يدور حول نجمين في آنٍ واحد، بحيث تظهر في سمائه شمسـان بدلا من واحدة. الكوكب الجديد يحمل الاسم العلمي HD143811b، وقد أثار اهتمام المجتمع العلمي لما يحمله من خصائص غير مألوفة.
ما هو نظام النجوم الثنائية؟
النظام النجمي الثنائي هو نظام فلكي يتكوّن من نجمين مرتبطين جاذبيا يدوران حول مركز كتلة واحد. وعلى عكس ما قد يظنه البعض، فإن وجود نجمين لا يعني وجود مركزين للحركة، بل مركز واحد مشترك تتحكم فيه قوى الجاذبية.
هذا النوع من الأنظمة ليس نادرا في الكون، إلا أن وجود كواكب مستقرة تدور حول نجمين معًا يُعد أمرا أكثر تعقيدا وأهمية من الناحية العلمية.
كوكب HD143811b: عملاق غازي بخصائص استثنائية

تم اكتشاف الكوكب HD143811b، بحسب ما نقلته صحيفة Daily Mail، على أنه:
كوكب غازي عملاق يتكوّن أساسا من الهيدروجين والهيليوم
يشبه في تركيبه كوكب المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية
تبلغ كتلته ستة أضعاف كتلة المشتري
ويقع هذا الكوكب على بُعد 446 سنة ضوئية من كوكب الأرض، ما يجعله خارج نطاق الرصد المباشر، لكنه في متناول التحليل العلمي المتقدم.
مدار بعيد وحرارة مرتفعة
رغم أن الكوكب يدور على مسافة بعيدة جدا عن نجميه — أبعد بحوالي 80 مرة من المسافة بين الأرض والشمس — إلا أن حرارته لا تزال مرتفعة بشكل لافت، إذ تصل إلى نحو 730 درجة مئوية.
ويستغرق الكوكب 300 سنة أرضية لإكمال دورة واحدة حول نجميه، ومع ذلك فهو أكثر حرارة من كوكب بلوتو، رغم أن الأخير أقرب بكثير إلى الشمس مقارنة بهذه المسافات الشاسعة.
لماذا يُعد هذا الاكتشاف مهما؟
ما يميز كوكب HD143811b حقا هو أنه:
أقرب بست مرات إلى نجميه مقارنة بأي كوكب آخر تم اكتشافه سابقا في نظام نجمي ثنائي
يقدم نموذجا فريدا لفهم كيفية تشكّل الكواكب واستقرارها في أنظمة متعددة النجوم
يوسع آفاق البحث حول إمكانية وجود عوالم ذات سماء مزدوجة الشمس
كيف تم اكتشاف الكوكب؟
لم يتم اكتشاف الكوكب عبر رصد جديد، بل من خلال تحليل بيانات فلكية قديمة جُمعت على مدى عدة سنوات باستخدام عدة تلسكوبات مختلفة. هذا يؤكد أهمية إعادة دراسة الأرشيف العلمي باستخدام تقنيات تحليل حديثة، والتي قد تقود إلى اكتشافات غير متوقعة.
اكتشافات فلكية متسارعة
يأتي هذا الاكتشاف بعد تقارير سابقة أشارت إلى دهشة علماء الفلك من الغلاف الجوي الكثيف لكوكب فائق الحرارة من نوع “سوبر-أرض”، ما يعكس تسارع وتيرة الاكتشافات في مجال علم الكواكب خارج المجموعة الشمسية.