أرجوك لا تُغلق الشركة… فقط غير الإدارة‎
منوعات
أرجوك لا تُغلق الشركة… فقط غير الإدارة‎
حسن علي طه
16 كانون الأول 2025 , 23:54 م

بقلم حسن علي طه

كثيرًا ما نقرأ إعلانًا عن إعادة افتتاح مؤسّسة أو شركة هي أصلًا موجودة، لكن يُعاد افتتاحها بتعديل بسيطٍ يحمل أثرًا كبيرًا في مردوده ونتائجه:

“بإدارة جديدة.”

هذه هي الكلمة الذهبية التي إن وُجدت أعادت العصر الذهبي ووهج البريق الأوّل.

ولعلّ ما حصل في شركة «نيسان» اليابانية يوم استلم إدارتها اللبناني كارلوس غصن مثالٌ ساطع: فقد نقلها من عالم الخسائر، حيث لامست حدود الإقفال، إلى عالم الأرباح والازدهار.

لا تُقفل الشركة… فقط غَيّر الإدارة.

فالإدارة الحالية قد تكون غير قادرة على مواجهة تطوّر العصر، بل قد لا تفهم أصلًا معنى ولغة التطوّر.

هي تمامًا كـ"الجهل المركّب": الجاهل الذي لا يعلم أنّه جاهل، بل يعتقد أنه أصل العلم.

غيّر الإدارة… وإلا ستقفل الشركة.

لا تنتظر ممن أوصلها إلى حافة الانهيار أن يعيدها الى زمن الانبهار.

فإنّك لن تسمع منهم إلا تبريرات العجز،

وحكايات الزمن الغابر،

وعبارة “الحقّ على الطليان”.

سيُحمّلون أسباب الفشل للآخرين مهما بَعُد الآخر، وسيقنعونك بأنهم أصحاب أيام العِزّ،

أمّا أيّام الهوان والذل فهم منها براء.

إنهم “اختصاصيو نجاح” — كما يدّعون — لكن كل ما فعلوه هو العيش على أمجاد الماضي، حتى أصبح حاضرهم هو الماضي نفسه.

وأنت تتجوّل سترى الكثير من العِبَر أمامك:

هناك في بيروت فندقٌ شامخ اسمه «الهوليداي إن» كان يومًا صرحًا… ثم صار خرابًا.

ويافطة «بنك إنترا» التي أسّسه بيدس في منتصف القرن الماضي ما تزال معلّقة،

رغم إفلاسه لتقول لك: هنا كان يوجد بنك.

و«بنك المدينة» شاهدٌ آخر على الانهيارات هذا القرن.

إياك أن تصبح مثل هذه الصروح الحاضرة شكلا والخاوية فعلا.

لا تُغلق الشركة عند التعثّر… فقط ضَع جانبًا من كان في سدّة الإدارة والمسؤولية.

غيّر السائق وفريقه لتعديل الاتجاه والابتعاد عن نموذج بنكي انترا والمدينة وسترى نتائج تعيد للمؤسّسة أو الشركة… شبابًا افتقدته تحت الإدارة القديمة.لذا أرجوك غير القيادة. فالمؤسسات لا تموت إلا إذا مات من يقودها وما زال يقودها

حسن علي طه — مجاز في علم الإدارة