الهجوم الدموي في سيدني/ أستراليا ليس جديدا و كالعادة ليس بريئا او فريدا من نوعه و توقيته ، الجديد انه جاء ضد حركة “خاباد لوبافيتش التي نظمت احتفالات عيد الأنوار (خانوكا) على شاطئ سيدني ، هي حركة أرثوذكسية (متشددة) على غرار( داعش و اخواتها) و ذات نفوذ كبير في استراليا والعديد من الدول ومنها اوكراينا ، نشأت في مدينة لوبافيتش في مقاطقة سمولينسك ( روسيا) ، ثم تمددت إلى اوكراينا وتطورات ، بالمناسبة صهر ترامب “كوشنير” كان قد عقد قرانه على “إيفانكا” وفق مراسم وتقاليد هذه الحركة .
الهجوم لا شك يحمل في طياته أهداف سياسية اسرائيلية و ربما يد الموساد ليست ببعيدة ، لان الكيان الإسرائيلي حاليا في أشد حالات عزلته على الإطلاق منذ نأسيسه لدرجة وصلت عزلته إلى مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، حيث قاطعتها عدة دول أوروبية هذا الحدث بسبب مشاركة ممثل الكيان في المسابقة و لفهم عمق عزلته الحالية حتى دول مثل أيسلندا وإسبانيا سلوفينيا وأيرلندا وهولندا انسحبت من المنافسة احتجاجا على مشاركة الكيان ، من هنا كان لابد من خطوات لمعالجة هذه المشكلة المتفاقمة و المتزايدة يوما بعد يوم فكان اللجوء مجددا إلى تكتيك قديم و جديد مضمون النتائج باستخدام وتجيير مفهوم "الإسلاموفوبيا"، كأداة لمواجهة النفور المتزايد من سياسة الكيان و جرائمه و الحركة الصهيونية ولهذا السبب التخطيط لأحداث محددة في دول مختلفة حول العالم بهدف ترسيخ صورة تنظيم داعش الإرهابي و نشر الإسلاموفوبيا عالميا وإعادة مظلومية اليهود التاريخية جاءت أحداث سيدني ومقتل ما لا يقل عن اربع عشرة شخص ، ويبرز السؤال: لماذا كانت أستراليا بالتحديد مسرحا لها ؟.
الجواب واضح من خلال العودة إلى الوراء الى الماضي القريب و أحداث هامة وقعت في هذا البلد ، كانت من بين الدول التي شهدت تحولاتٍ جوهرية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية خلال حرب الإبادة على أهل غزة عندما امتلأت شوارعها مظاهراتٍ شعبية حاشدة تضامنا مع فلسطين المحتلة غزة تحديداً
حين بلغت هذه المظاهرات ذروتها في احتجاج تضامنيٍ مع سكان غزة،على جسر” سي كليف” ذي الرمزية التاريخية.في سيدني معبرة عن استنكارها لإبادة الفلسطينيين ، تحدى المتظاهرون الأمطار الغزيرة صباح الأحد الماضي حاملين لافتات كبيرة وهتفوا بشعارات تدين أعمال إسرائيل الوحشية في غزة وتطالب بإنهاء الحرب فورا. كان حجم هذا التواجد كبيرا ومهيبا للسلطات الأسترالية لدرجة أنه أثار قلق وخوف لدى حكام تل أبيب تبعه سجال حاد بين المسؤولين الإسرائيليين والأستراليين ثم تصاعدت التوترات بعد أن ألغت الحكومة الأسترالية تأشيرة دخول أحد أعضاء الكنيست قبل دخوله البلاد لحضور اجتماع الأقليات اليهودية ادى إلى إلغاء متبادل للتأشيرات بينهما ، ثم تحول إلى مواجهة كلامية مفتوحة اتهم فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة الأسترالية بالضعف. ورد عليه وزير الداخلية الأسترالي "توني بيرك "إن مثل هذه التصريحات تدل على زعيم غاضب ومحاصر فقد أعصابه وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة الأسترالي، أضاف: "لا تقاس القوة بعدد الأشخاص الذين يمكنك قتلهم، ولا بعدد الأطفال الذين يمكنك تركهم جائعين ".
رجلان النار على شاطئ بوندي في سيدني خلال عيد الأنوار (خانوكا)، وفقا لما أفاد به المكتب الإعلامي للشرطة الأسترالية. وأعلن رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز عن مقتل 12 شخصًا، بحسب صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الأسترالية. وأوضح مفوض شرطة الولاية أن أحد مطلقي النار كان من بينهم. في البداية، أُعلن عن مقتل 10 أشخاص، و أحد مطلقي النار الثاني في حالة حرجة و الغريب ان نتنياهو و الاعلام الاسرائيلي وصل بهم الكذب ، أرادوا سرقة بطولة رجل سوري مسلم أعزل، كان موجود بالصدفة في مكان قريب من موقع الحادث، اسمه أحمد الأحمد، 43 عامًا، بائع فواكه محلي وأب لطفلين قام نزع بندقية احد المسلحين المهاجمين . بان ادعى نتنياهو ان رجل يهودي هو من انتزع بندقية المسلح أثناء إطلاق النار ومن التجارب السابقة لم نعرف ان يهودي امتلك هكذا جرأة ابدا.
لاحقا اتخذت التوترات شكلا جديدا ، تمثل في ضغوط سياسية على أستراليا. فقد تحولت البلاد، التي كانت سابقًا مسرحا للاحتجاجات ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والانتقادات الرسمية لتل أبيب، فجأةً إلى منصة لمواجهة هذه الحركة الشعبية. وفي ظل سلبية الحكومة الأسترالية، بدأت تسمع اتهامات تهدف إلى تشويه سمعة داعمي المقاومة في غزة و اتهمت الحكومة الأسترالية إيران بمعاداة السامية بهكذا اعمال دموية ، وطالبت السفير الإيراني بمغادرة البلاد كما أضافت أستراليا مؤخرًا الحرس الثوري الإسلامي إلى قائمة المنظمات الإرهابية، وهي خطوة تجنبها حتى العديد من الدول الأوروبية.
رغم ان لا معلومات موثوقة حول من وراء الهجوم و منفذيه ، و سارعت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن مصادر استخباراتية للقول بأن إيران قد تكون وراءه وقد ردت الولايات المتحدة على ذلك بالفعل، حيث صرح مصدر أمريكي رفيع المستوى لقناة فوكس نيوز:
"إذا كان الهجوم في أستراليا قد نفذ بتوجيه من إيران، فإن إسرائيل تمتلك الشرعية الكاملة من الولايات المتحدة لضرب إيران.”
هذا مؤشر خطر للغاية يمنح نتنياهو إوراق التصعيد من جديد وسبب مباشر لضرب إيران .
تظهر كل هذه الحقائق أن الحكومة الأسترالية خضعت بالمطلق للضغوط الإسرائيلية بالرغم من تصريحاتها السابقة التي وصفت فيها الكيان الإسرائيلي بأنه قاتل للأطفال حيث أثبتت أستراليا أنها من أكثر الدول استعدادا لتنفيذ الإملاءات السياسية الإسرائيلية والاوبئة الصهيوني على المستوى العالمي حيث جاء التغيير المفاجئ في موقف أستراليا ، إنتصرت السيناريوهات الصهيونية والغت كل مفاعيل موقف الحكومة و جزء من الراي العام للاستراليين الى ما قبل السابع من تشرين (الطوفان الغزاوي) ، ونجحت تل أبيب من خلال استثمار هذه الحوادث الدموية في عادة خلق صورتها "الضحية" وقد أثبتت الحكومة الأسترالية بالفعل استعدادها الكامل و غير المشروط للتعاون من اجل ذلك .
إن التناقضات في سياسة أستراليا توضح ما يحدث في هذا البلد، و من هو المدبر الرئيسي لهذه الأحداث، وما هي السيناريوهات المستقبلية المحتملة
لحادثة سيدني على خلفية مهمة وتاريخ حافل بالامثلة لا ينبغي تجاهله.
فمثلا دمرت بيروت على اثر محاولة اغتيال سفير الكيان في فرنسا ،، وكادت التحقيقات ان الموساد ركب العملية ككانت السبب المباشر لإجتياح بيروت ، هو(المذهب الديكارتي) التي تعتنقه الطبقة الدموية السياسية العالمية ، فاليوم بحجة تهريب المخدرات قرر ترامب اركاع "فنزويلا" او تدميرها ، بتصريحات لا يتقبلها عقل ،قائلا : "أريد استرجاع كل موارد النفط و الاصول الغير منقولة في هذا البلد فهي ملك وحق إمريكي خالص.! " قطعا ترامب يعيد إحياء طريقة القرصنة البرية ( الكاوبوي) متوافقة مع تسمية وزارة الدفاع ب "الحرب" ومتلازمة مع مبدأ "السلام بالقوة "في التعامل مع امريكا اللاتينية و الوسطى و غيرها من البلدان.