دراسة علمية: الابتسامة وحدها كافية لتعزيز الثقة فورا
دراسات و أبحاث
دراسة علمية: الابتسامة وحدها كافية لتعزيز الثقة فورا
24 كانون الأول 2025 , 12:31 م

توصل علماء من جامعة شبكة جنوب غرب المحيط الهادئ بالتعاون مع باحثين من وارسو وبرلين إلى أن الثقة في الأشخاص تتكوّن خلال أجزاء من الثانية، وقبل أن يدرك الإنسان ذلك وعيا، ويحدث هذا التقييم السريع على مستوى الحركات الدقيقة لعضلات الوجه.

وأوضح الباحثون في دراسة نُشرت في مجلة Emotion أن تقليد المشاعر، وخاصة الابتسامة ، يلعب دورا حاسما في تحديد من نراه جديرا بالثقة وأكثر قبولا اجتماعيا.

الثقة تتشكل أسرع من الكلمات

الابتسامة سر بناء الثقة ( مصدر الصورة: Freepik )الابتسامة سر بناء الثقة ( مصدر الصورة: Freepik )

يميل البشر إلى إصدار أحكام فورية عن الآخرين بناءً على ملامح الوجه مثل شكل الفك أو الحاجبين، حيث ترتبط هذه السمات في أذهاننا بالقوة أو الثقة بالنفس أو المكانة الاجتماعية.

لكن تعبيرات الوجه، وبشكل خاص الابتسامة، تبيّن أنها إشارة اجتماعية نلتقطها تلقائيا حتى قبل بدء الحديث.

فبمجرد رؤية وجه شخص آخر، تنطلق آلية تُعرف باسم المحاكاة العاطفية، حيث يقلّد الإنسان لا إراديا تعبيرات الطرف المقابل، وهو ما يساعد على بناء التواصل ويؤثر في تقييمنا له.

المحاكاة العاطفية تعزز القبول والثقة

تُسهم المحاكاة العاطفية في تقليل المسافة النفسية بين الأشخاص، وتؤثر في الصفات التي ننسبها للآخرين، مثل:

مدى الثقة بهم

درجة جاذبيتهم

مستوى الثقة بالنفس الذي نتصوره لديهم

وتبيّن أن الابتسامة هي أكثر تعبير وجهي يثير هذا التقليد التلقائي مقارنة بالحزن أو الغضب.

تفاصيل التجارب العلمية

أجرى الباحثون ثلاث تجارب علمية شملت أكثر من 170 مشاركا:

التجربة الأولى

شارك فيها 62 شخصا شاهدوا مقاطع فيديو قصيرة لوجوه تُظهر الفرح أو الحزن أو الغضب، ثم قيّموا الأشخاص الظاهرين فيها.

وأظهرت قياسات نشاط عضلات الوجه أن الابتسامة تُحفّز التقليد العاطفي بشكل أكبر، خاصة عندما يبدو الشخص قريبا اجتماعيا.

التجربة الثانية

اختبر الباحثون العلاقة المباشرة بين المحاكاة العاطفية والثقة. وعندما طُلب من المشاركين تقليد تعبيرات الوجه، ارتبط نشاط عضلات الابتسامة بارتفاع مستوى الثقة في الأشخاص الغرباء، حتى عندما كانت المشاعر مصطنعة.

التجربة الثالثة

شارك 64 شخصا في توزيع نقاط افتراضية على آخرين.

وحصل الأشخاص ذوو الوجوه المبتسمة على حصة أكبر من الموارد، فيما تبيّن أن المحاكاة العاطفية كانت عاملا أساسيا في بناء الثقة، بغضّ النظر عن درجة التشابه الاجتماعي.

أكد الباحثون أن الابتسامة تُفعّل آلية لا واعية من التقليد العاطفي، تقلّل المسافة النفسية بين الناس، وتجعل الشخص يبدو أكثر موثوقية وجدارة بالثقة في نظر الآخرين، بغضّ النظر عن السياق أو مستوى المعرفة المسبقة.

المصدر: مجلة Emotion