قدّم متخصصون من جامعة سيتشينوف الطبية في روسيا برنامجا طبيا جديدا يساعد جرّاحي القلب على حساب أبعاد شرفات الصمام التاجي بدقة عالية. ويُعد هذا الإنجاز خطوة متقدمة نحو تنفيذ عمليات إعادة بناء كاملة للصمام التاجي داخل روسيا باستخدام أنسجة المريض نفسه، وهو إجراء لم يُطبَّق سريريا من قبل في البلاد، ولا يزال نادرا للغاية على مستوى العالم.
دقة متقدمة في حساب شرفات الصمام
طوّر جرّاحو القلب في جامعة سيتشينوف برنامجا متخصصا يهدف إلى حساب المقاسات الدقيقة لشرفات الصمام التاجي، وهي عنصر أساسي في عمليات إعادة الترميم الجراحي. وتكمن أهمية هذه الحسابات في تمكين الأطباء من تصنيع شرفات جديدة للصمام من التامور الخاص بالمريض، بدل الاعتماد على الصمامات الصناعية أو الميكانيكية.
وحتى الآن، لم تُجرَ عمليات إعادة بناء كاملة للصمام التاجي في روسيا، بينما لا يتجاوز عدد الحالات المماثلة عالميا سوى حالات محدودة جدا.
آلية عمل البرنامج الطبي
يتيح البرنامج الجديد تحديد أبعاد شرفات الصمام التاجي بشكل فردي لكل مريض، ما يسمح بقصّها بدقة من نسيج التامور الخاص به وإعادة الوظيفة الطبيعية للصمام.
ووفقا لـ إيليا فاسالاتيا، الباحث المتدرّب في قسم جراحة القلب والأوعية الدموية، يتم إدخال مجموعة من البيانات الطبية في البرنامج، من بينها:
الوزن
الطول
مؤشر كتلة الجسم
مساحة سطح الصمام
خصائص شرفات الصمام المستخلصة من فحص تخطيط صدى القلب (الألتراساوند)
وبناءً على هذه البيانات، يقوم البرنامج بإنشاء نموذج دقيق لشرفة الصمام، يمكن تصنيعه مباشرة من أنسجة المريض أثناء العملية الجراحية.
ويعمل الفريق البحثي حاليا على تطوير البرنامج ليصبح قادرًا على إنشاء النموذج اعتمادًا على معامل واحد فقط، وهو قطر الحلقة الليفية للصمام، ما سيجعل استخدامه أسهل وأكثر سرعة في الممارسة السريرية.
خبرات سابقة تمهّد للتطوير الجديد
جاءت فكرة إعادة بناء الصمام التاجي باستخدام أنسجة المريض بعد خبرة واسعة اكتسبها الفريق الطبي في إجراء عمليات ناجحة لإعادة بناء الصمام الأبهري. وقد شجّعت النتائج الإيجابية لهذه العمليات الباحثين على الانتقال إلى مرحلة أكثر تقدما.
ومن المقرر أن تشمل المرحلة التالية إجراء إعادة بناء كاملة للصمام التاجي على نموذج حيواني مخبري، تمهيدا لتطبيق التقنية لاحقا على المرضى.
فوائد علاجية كبيرة للمرضى
يسهم تخصيص نماذج شرفات الصمام التاجي وفق الخصائص الفردية لكل مريض في تسريع الوصول إلى هذا النوع من العلاج المتقدم. ومن المتوقع أن تساعد هذه التقنية عددًا كبيرًا من المرضى الذين يعانون من قصور شديد في الصمام التاجي، عبر تقديم بديل فعّال عن استبدال الصمام بصمام ميكانيكي.
كما ستتيح هذه الطريقة للمرضى:
العودة إلى نمط حياتهم الطبيعي
الاستغناء عن تناول أدوية تمييع الدم بشكل دائم