حين تتحول الرزائل إلى شعائر، وتقزم الفضائل في محراب الغاصب...قراءة نقدية في هندسة الإنحراف الأخلاقي.
ليس كل طاغوت يرى بالعين، فبعضه يغتصب الأرض ويعظم الرزائل بينما يقزم الفضائل في صمت الشعوب، ويحول الحقوق إلى شعائر منقوصة.
في مقالي هذا، أسلط الضوء على سياسة الطاغوت المحتل لثرى فلسطين وأدواته في فرض الهيمنة، وافكك طقوسه الخفية التي تهدف إلى طمس الحقائق وتشويه القيم الأصيلة، كاشفا كيف يصبح الإنحراف منظومة، والفساد والإفساد شعيرة، والفضيلة مطرودة من محرابها، في مواجهة حق مغتصب لا يهدأ.
في قلب هذا الطاغوت الغاصب، تتكشف آليات الإفلاس الأخلاقي والتزييف الممنهج للقيم، حيث تحاك الشيفرات في الظلام وتبث السموم في الأفق العام، فتتفشى ثقافة القذارة والشذوذ، وتمييع المنظومة التربوية، ويصبح جيل الشباب غارقا في مستنقعات افتراضية تغرقه في الفتن.
هنا، تستثمر وسائل التواصل الإجتماعي كي محراب للفساد وميدان للتشويش على العقول، حيث تتحرك عيون جواسيسه وعملاؤه وأزلامه وزبانيته من فاقدي الضمير والشرف والوطنية والنخوة والمروءة، ليزرعوا روح الشقاق والخلاف بين أفراد الأسرة الواحدة، ويحولوا الأخ إلى خصم، والقيم إلى رماد، والفضائل إلى شعائر معطوبة.
ومن العجب. كيف لأيادي تزعم الورع والتدين أن تصافح تلك الأيادي القذرة؟! كيف للقيم أن تصمد أمام هندسة الانحراف، وفبركة الحقائق، وتحويل الواقع، وإفشاء الرزائل كقانون يمشي على الأرض؟ لقد أصبحت الأخلاق تباع و تشترى، والأجيال تسحب إلى هوة التفسخ الإجتماعي، كأنهم دمى في مسرح مظلم تسخر لهم المؤامرات، وتوزع لهم السموم في كل زاوية وزاوية من حياتهم اليومية.
إنه عدو لا يريد أرضا فحسب، بل عقولا وارواحا وأجيالا، يسعى لتحويل المجتمع إلى قاع مستنقع شيطاني، حيث الفضيلة مطرودة، والحق مغتصب، والرذيلة معظمة. وفي هذا السياق، يصبح الواجب الأخلاقي والفكري والسياسي، لكل من يعتز بالقيم والأخلاق، كشف مخططات الطاغوت، فضح جواسيسه، واستنهاض الأمة والأجيال للدفاع عن الفضائل، لتبقى القيم منارة، ولتستمر الحرية حية، وتنتصر الفطرة على الانحراف، في مواجهة قوى الإفساد الممنهج، التي لا تعرف للحق طريقا ولا للفضيلة حرمة.
فقرة الختام والتحذير الإيجابي للأجيال:
ولأختم هذه الجولة بنداء إلى أبنائنا وبناتنا واجيالنا القادمة:
كونوا حراسا للفضائل وأبطال للقيم الأصيلة، وحولوا جميع وسائل التواصل الإجتماعي من ساحات فساد إلى منابر للتوعية والمعرفة، ونوافذ للعلم بشتى فروعه. واجعلوا من صفحاتكم منابر للخير، ومن منشوراتكم جسورا للتعاضد والمحبة والتسامح، ونبراسا للقيم المتمدنة و الأخلاق الراقية. وتثقيف النفس ونشر الثقافة الإيجابية والوعي الجماعي هو السلاح الأشد فاعلية ضد المخططات المضللة، وهو الطريق الأكيد لبناء أجيال واعية، قادرة على مقاومة الإنحراف والإنجراف، وصانعة لمجتمع حضاري متمدن متسلح بالعلم والمعرفة متماسك، يحمل في قلبه فضائل الخير، وينشر في محيطه نور المعرفة والمحبة وإحقاق الحق.
يا أبناء أمتنا! يا شبابنا وبناتنا! أطالبكم بتوخي الحذر والحيطة من أفخاخ وأشراك هذا الورم السرطاني الذي أصاب جسدنا العربي ويفتك بالقيم والأجيال ويقوض الهوية ويغتال المستقبل. كما أتوجه بالنصح إلى شعوب شقيقة من بعض دول مطبعة مع هذا النازي المجرم الذي لايقيم وزنا ولا عدلا لأية قيم أو أعراف ولا يحترم القوانين ولا المواثيق والذي يضمر لكم ولجميع أبناء الأمة العربية بل حتى لشعوب العالم الحقد والضغينة ويمارس سياسة الشر والأذى والفساد والإفساد فهل يوجد عاقل واحد صاحب نهى يقبل أن ينشأ ويتربى أبناءه وأحفاده على مثل كل هذه التصرفات المنبوذة سماويا ووجدانيا وأخلاقيا و اجتماعيا وتتضارب مع الفطرة التي جبلنا الله سبحانه عليها وتؤدي إلى نهايات تراجيدية.
مفكر كاتب حر، فنان وطني شامل وإعلامي سابق في الغربة.