أظهر بحث حديث أن الكركمين ، وهو مركب طبيعي موجود في جذور الكركم الشهير كتوابل، يمتلك قدرة ملحوظة على إبطاء نمو الأورام عن طريق التأثير على العمليات الحيوية الأساسية في الخلايا السرطانية.
هذه النتائج جاءت ضمن دراسة شاملة نُشرت في مجلة Nutrients، حيث أشار الباحثون إلى أن الكركمين لا يعمل بشكل محدد على هدف واحد داخل الخلايا، بل يؤثر بشكل منهجي على عدة عمليات حيوية في نفس الوقت.
كيفية تأثير الكركمين على الخلايا السرطانية
تشير النتائج إلى أن الكركمين يقوم بعدة وظائف مهمة، منها:
إبطاء التحلل السكري السريع في الأورام (Glycolysis): حتى في وجود الأكسجين، حيث يعتمد نمو الأورام عادة على هذا التحلل لتوفير الطاقة بسرعة.
تعطيل تصنيع الدهون والبروتينات: مما يحد من قدرة الخلايا السرطانية على النمو والانقسام.
تقليل نشاط الميتوكوندريا: وهي المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل الخلية.
إطلاق عملية الفيروبتوز (Ferroptosis): وهي نوع من الموت المبرمج للخلايا يعتمد على تراكم الدهون المؤكسدة، والتي تكون الأورام أكثر عرضة لها.
تأثير الكركمين على مسارات الإشارات الخلوية
كما أبرز الباحثون أن للكركمين دورا مهما في التأثير على مسارات إشارات معينة مثل: PI3K/Akt، AMPK، وNF-κB، والتي تربط بين التمثيل الغذائي للخلية، الالتهاب، بقاء الخلايا، ومقاومة العلاج.
وبفضل هذه التأثيرات، يمكن للكركمين تباطؤ نمو الورم وزيادة حساسية الخلايا السرطانية للعلاج الكيميائي والإشعاعي، مما يقلل من احتمال تطوير المقاومة الدوائية.
تحذيرات حول الاستخدام السريري للكركمين
على الرغم من النتائج الواعدة، يشير الباحثون إلى أن الفعالية السريرية للكركمين محدودة بسبب:
انخفاض التوافر البيولوجي: حيث يتحلل بسرعة داخل الجسم.
صعوبة الامتصاص: مما يقلل من قدرته على الوصول إلى الخلايا السرطانية بكفاءة.