كشفت دراسة حديثة أجرتها مدرسة سانت آنا للدراسات المتقدمة في بيزا أن العصب المبهم يلعب دورا رئيسيا في الحفاظ على صحة القلب مع التقدم في العمر. أظهرت النتائج أن الحفاظ على الاتصال بين القلب والعصب المبهم، خصوصا الفرع الأيمن، يساعد على بقاء خلايا القلب أكثر صحة ومرونة على المدى الطويل.
الدراسة، المنشورة في مجلة Science Translational Medicine في 24 ديسمبر 2025، أشارت إلى أن إعادة تنشيط مسار العصب المبهم يمكن أن يحمي خلايا القلب ويحافظ على قوة القلب على المدى الطويل، بغض النظر عن معدل ضربات القلب.
الجمع بين الطب والهندسة الحيوية لدراسة شيخوخة القلب
استندت الدراسة إلى تعاون متعدد التخصصات بين الطب التجريبي والهندسة الحيوية المتقدمة، مع التركيز على صحة القلب والأوعية الدموية. قاد الدراسة وحدة الرعاية الحرجة التحويلية (TrancriLab) التابعة للمركز البحثي المتعدد التخصصات للصحة، تحت إشراف الأستاذ فينتشينزو ليونتي.
كما ساهم معهد البيوروبوتكس بقيادة الأستاذ سيلفيسترو ميسيرا في تطوير قناة عصبية قابلة للامتصاص حيويا لدعم نمو العصب المبهم على مستوى القلب.
التعاون الدولي والدعم البحثي
أُجريت جميع التجارب في بيزا بدعم من برنامج FET الأوروبي عبر مشروع NeuHeart، بالإضافة إلى دعم جزئي من صندوق PNRR المقدم من نظام الصحة في توسكانا.
شارك في البحث شبكة واسعة من المؤسسات البحثية الإيطالية والدولية، منها:
Scuola Normale Superiore
جامعة بيزا
Fondazione Toscana G. Monasterio
معهد الفسيولوجيا الإكلينيكية التابع لـ CNR
جامعة أوديني
GVM Care & Research
جامعة الفارابي الوطنية الكازاخستانية
معهد لايبنتز للشيخوخة في يينا
École Polytechnique Fédérale de Lausanne
أهمية العصب المبهم لصحة القلب
قال الأستاذ ليونتي:
"عندما يفقد القلب الاتصال بالعصب المبهم، تتسارع عملية الشيخوخة القلبية."
وأوضح الباحثون أن استعادة هذا الاتصال لا تتطلب تجديدا كاملا لتكون فعالة. وأكدت الدكتورة أنار دوشبانوفا، طبيبة قلب في TrancriLab:
"حتى إعادة الاتصال الجزئية بين العصب المبهم الأيمن والقلب تكفي لمواجهة عمليات إعادة تشكيل القلب والحفاظ على انقباضه الفعّال."
مسار هندسي حيوي لإعادة نمو الأعصاب
ساهمت الهندسة الحيوية بشكل كبير في هذه الاكتشافات. وقال الباحث يوجينيو ريدولفي ريفا:
"طورنا قناة عصبية قابلة للامتصاص حيويا يمكن زراعتها لتوجيه وتحفيز نمو العصب المبهم الصدري بشكل طبيعي على مستوى القلب."
آفاق جديدة للجراحة القلبية وزراعة القلب
اختتم الأستاذ ليونتي:
"تفتح هذه النتائج آفاقا جديدة للجراحة القلبية والصدرية وزراعة القلب، إذ تشير إلى أن استعادة التعصيب القلبي بالعصب المبهم أثناء الجراحة قد تمثل استراتيجية مبتكرة للحماية طويلة المدى للقلب، مما يحول النهج الطبي من إدارة المضاعفات الناتجة عن الشيخوخة المبكرة للقلب إلى الوقاية منها."