جنون عظمة ترامب وإضطراب نرجسيته لا حدود لهما وبات يشكل خطرَا حقيقيًا على الامن والسلم العالميين
مقالات
جنون عظمة ترامب وإضطراب نرجسيته لا حدود لهما وبات يشكل خطرَا حقيقيًا على الامن والسلم العالميين
عدنان علامه
26 كانون الأول 2025 , 10:50 ص


عدنان علامه - عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

أقدم ترامب قبيل َنتصف ليل أمس وفي أجواء عيد الميلاد على تنفيذ غارات خارج إطار كل القوانين الدولية على نيجيريا وهي دولة ذات سيادة وحتى دون التنسيق معها . مستهدفًا من يدعوهم الجماعات الإرهابية. متهما إياهم بقتل المسيحيين منذ "قرون" .

وقد وزع ترامب منذ مدة قريبة صورة وتغريدة قال فيها : "مرسل بمهمة من الرّب ولا شيء يمكنه وقف ما هو قادم".

ويبدو ان تنفيذ تلك الَمهمة بدأ أول الشر في فنزويلا وفي نيجيريا بعد الإحتفال العالَمي بعيد الميلاد المجيد. وللتوقيت دلالات خطيرة.

فأعلن الرئيس ترامب الثلاثاء الماضي فرض حصار بحري شامل على "سفن النفط الخاضعة للعقوبات" المغادرة من فنزويلا والمتوجّهة إليها، وقال في منشور على منصته "تروث سوشيال"؛ وإنه قرر أيضا تصنيف النظام الفنزويلي منظمة إرهابية أجنبية، في تصعيد للضغوط على الرئيس نيكولاس مادورو. من جانبه قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو لنيوزماكس، إن الولايات المتحدة قد تخاطر بتكرار سيناريو فيتنام باستخدام القوة العسكرية ضد فنزويلا.

وأضاف ترامب في منشوره أن الأسطول البحري الأميركي الضخم المنتشر في منطقة الكاريبي والذي يحيط فنزويلا بالكامل ويعد أكبر أسطول بحري تم تجميعه في تاريخ أميركا الجنوبية "سيزداد حجما"، حتى تعيد فنزويلا "إلى الولايات المتحدة الأميركية كل النفط والأراضي والأصول الأخرى التي سرقتها منا سابقا".

فلا يحق لترامب العدوان على بلدين يتَمتعان بالسيادة؛ سوى َما توسوس به نفسه من جنون العظَمة والأنا المتجذرة في نرجسيته المضطربة.

فليس لدى ترامب أي تفويض من مجلس الأمن لشن هذا العدوان على فنزويلا

ونيجيريا.

فقد نسف ترامب كل القوانين الإنسانية والمعاهدات الدولية وفَرَضَ قانون القوة، وحتى "السلام" برأيه يفرض بالقوة.

فترامب بدأ يتصرف كزعيم مافيا ومستبد وطاغية في ولايته الأولى وقالها علنََا لحكام دول الخليج عليكم الدفع مقابل حمايتكم ودفعوا.

وكانت عيَنه على النفط في سوريا والعراق، ويريد إحتلالهما، لكنه اكتفى بإحتلال مناطق النفط في شرق سوريا بحجة مَحاربة داعش. ومن ثم وخارج كل الأعراف الديبلوماسية والديموقراطية إختار أبو محمد الجولاني من صفوف الحركات التكفيرية المتشددة وكان مصنفًا إرهابيًا خطيرًا ومطلوبًا للإعدام وعلى رأسه مكافأة وقدرها 10َملايين دولار، وفرضه رئيسًا مؤقتًا على سوريا، وفرض على رؤساء أوروبا طاعته وتقديم الهبات ومعاملته كرئيس جمهورية منتخب ديَموقراطيًا، ومقرّب من ترامب؛ حتى بات يضرب به المثل في ولائه المطلق لأمريكا. ولذا أمرت الَمبعوثة الأَمريكية أورتاغوس المسؤولين اللبنانيين ان يحذوا حذوه ويقبتسوا عنه (يأخذوا ورقة من كتابه)؛ وأشادت بطاعته ومرونته وأنها لم ترَ مثيلًا له في المنطقة، ينفذ كل يطلب منه تمامًا.

ونتيجة لتصرفات ترامب ، قامت َمظاهرات حاشدة في معظَم الولايات ترفض تصرف ترامب كَملك(NO KINGS).

وفي ولايته الثانية أبتز دول الخليج مجددًا؛ وحصل على أموال خيالية غذًّت عقله الَمريض وهوسه في جعل أَمريكا عظيمة ثانية (MAGA/MAKE AMERICA GREAT AGAIN)؛ فبدأ في زيادة ترسانته النووية، وأعلن عن بناء أكبر مدمرتين في العالم، وهما أقوى بمئات الَمرات من كافة المدمرات في العالم وَذلك لإشباع الأنا الَمتجذرة في عقل ترامب السقيم، بعد أن فرضت اليَمن على الأسطول الإمريكي إنسحابًا ذليلًا من منطقةالبحر الأحمر بعد معارك طاحنة تكبدت فيها البحرية الأمريكية خسائر فادحة بالرغم من عدم توازن القوى. ووقعت أَمريكا معاهدة ذليلة بالإلتزام بعدم الإعتداء على الأراضي اليَمنية، مقابل عدم الإعتداء على أسطولها.

وأما على الصعيد الأخلاقي؛ فقد عمد محامو ترامب في ولايته الأولى إلى أسقاط جميع الدعاوى الَمقامة ضد ترامب (الإغتصاب والتحرش الجنسي). ولكن الآن؛ هناك تسريبات قوية جدًا لفضيحة تورطه مع أبستين في إغتصاب القاصرات. وتم الإفراج ومن داخل المحاكَم الأمريكية عن صور وفيديوهات لتراَمب مع أبستين وعدد من النساء. وقد تكون هناك فيديوهات فاضحة إذا تدحرجت الحملة ضده.

وبالتالي يجب التحرك الفوري لعزل تراَمب والحجر عليه وتسليم مقاليد الحكم لنائبه؛ وإلا سيكون سببًا في إشعال العالمية الثالثة الذي يسعى إليها بعض أصَحاب نظرية تقليص عدد السكان في العالم.

وإنَّ غدًا لناظره قريب