عبد الحميد كناكري خوجة: الأزرع الخبيثة للوبي العابر للجغرافيا تمتد للصومال الشقيق.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: الأزرع الخبيثة للوبي العابر للجغرافيا تمتد للصومال الشقيق.


” سيادة موحدة، درع الأمة في القرن الأفريقي وخط أحمر أمام الأطماع الصهيونية وصون للإستقرار الإقليمي".

تقع جمهورية الصومال الشقيق في قلب القرن الأفريقي، مطلة على واحد من أهم الشراين الجيوسياسية في العالم.

خليج عدن، وعلى تماس مباشر مع طرق الملاحة الدولية وأمن البحر الأحمر. هذا الموقع الهام جعل الصومال ركيزة إستراتيجية لأمن الأقليم، وجعل استقراره جزء لا يتجزأ من أمن أفريقيا والعالم العربي، بل من توازنات أسيا وأفريقيا معا.

من هنا يأتي إعلان حكومة تل أبيب اعترافا بما يسمى ”أرض الصومال" كخطوة عدائية فجة، وانتهاك صارخ لمبادىء القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتعد سافر على سيادة دولة عضوة معترف بها دوليا. إنها ليست زلة دبلوماسية، بل حلقة جديدة في مسلسل سياسات أحادية انفصالية تهدف إلى تقويض الشرعية الدولية، وزرع بؤر توتر، وتأجيج عدم الاستقرار في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.

إن هذا السلوك الأرعن لحكومة اللوبي السوداء العابرة للجغرافيا يشكل تهديدا مباشرة لأمن القرن الأفريقي: ولستقرار الصومال الشقيق ويفتح الباب أمام تداعيات خطرة تطال الأمن القومي العربي والإفريقي. ولا يمكن فصل هذا الاعتراف المشبوه عن سياق جيوستراتيجي أوسع. سبق أن طرح فيه إسم الصومال كوجهة محتملة لمخططات التهجير القسري للفلسطينين، ولا سيما من قطاع غزة، في محاولة لتصدير أزمات حكومة النتنياهو وخلط الأوراق الإقليمية.

واجب الساعة يفرض وقفة عربية وإسلامية ودولية حازمة، تدين وتستنكر هذا الاعتراف الباطل، وتؤكد الدعم السيادي الكامل لجمهورية الصومال الاتحادية، ووحدة أراضيها، وسلامة شعبها الشقيق. كما يتعين توسيع دائرة الرفض لأي محاولات تهدف إلى فرض كيانات موازية، أو خلق سوابق انفصالية تضرب أسس القانون الدولي، وتضعف مؤسسات الدولة الصومالية الشرعية.

لقد جاء موقف الحكومة الصومالية الاتحادية، الرافض بشكل قاطع لهذا الإعلان، موقفا وطنيا مشرفا، حين أكدت أن الصومال دولة واحدة ذات سيادة غير قابلة للتجزئة، وان أي اعتراف يسعى إلى تقويض هذه الحقيقة هو باطل ولاغ. كما أن على الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي التمسك بمبادئ احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية، ومنع أي عبث يهدد أمن المنطقة.

إن خطورة هذه الخطوة لا تقف عند حدود السياسة، بل تمتد إلى المجال الأمني، حيث تفاقم التوترات وتخلق بيئة رخوة قد تستغلها الجماعات المتشددة، مايقوض الجهود الجماعية لمكافحة الإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار في الأقليم.

أما عن هذه الكتابة وما سبقها من كتابات، فهي إمتداد لغيرتي الصادقة على مصالح أمتنا العربية والإسلامية، وتحذير من أيادي الأخطبوط الغاصب والمحتل لأرض فلسطين. تلك الأيادي السامة التي لم تعد تكتفي بنهش الخاصرة العربية، بل تمتد أذرعها الخبيثة نحو أفريقيا وأسيا. إنها غدة سرطانية إن لم تستأصل مبكرا، تفشى داؤها، وهدد جسد المنطقة بأكملها.

سيبقى الصومال الشقيق، بتاريخيه وموقعه وسيادته صمام أمان لايجوز العبث به، وخطا أحمر في وجه كل احتلال، ورمزا لوحدة لا تساوم، وسيادة لا تخترق.

مفكر كاتب حر، فنان وطني شامل وإعلامي سوري سابق في الغربة.