من الفجوة المالية إلى شمال الليطاني
مقالات
من الفجوة المالية إلى شمال الليطاني
حليم خاتون
29 كانون الأول 2025 , 07:42 ص

كتب الأستا1 حليم خاتون:

من ٦ شباط ٨٣، إلى ٧ أيار ٢٠٠٨؛ أين كان الصح، وأين كان الخطأ... والأهم،

متى سوف يتم تصحيح الخطايا التي حصلت طيلة حرب الإسناد حتى وصلت الذروة في تحويل انتصارات ٦٦ يوما إلى هزيمة امتدت من ٦٠ يوما إلى يومنا هذا منذ ٢٧ نوفمبر...

لا تتوقف أبواق المقاومة عن تحميل السلطة العميلة للأميركيين مسؤولية الصمت وتسهيل العدوان الجاري على لبنان وهي طبعا محقة في كل كلمة سوء تُقال بحق هذه السلطة وبحق من جلبها...

لكن ماذا عن دور المقاومة في جلب هذه السلطة والسكوت عنها والسكوت عن عمالتها وخيانتها الموصوفة بكل قرار اتخذته منذ أن جلست على اكتاف الثنائي إلى اليوم؛ حين مدت أرجلها في كل الاتجاهات التي تؤدي إلى خنق البلد وخنق الثنائي وبيئة الثنائي، وتسليم كل الأمور لأميركا والفرحة لأن أورثاغوس سوف تنال الطلاق من زوجها الصهيوني، وتتزوج من عشيقها اللبناني الذي لا نعرف عنه شيئا والذي اذا كان من جماعة جعجع كما يوسف رجّي، سوف نترحم على ايام الزوج الصهيوني...

يتسابق الدكتور حبيب فياض والسيدة بتول على شاشة المنار على النيل من كل أفعال نواف سلام وكأن الذي أجلس سلام على صدورنا لم يكن الثنائي نفسه الذي خاض حرب إسناد طيلة سنتين وهو يتقدم خطوة إلى الأمام، ثم يعود خطوتين إلى الوراء...

توقفوا عن مطالبة حكومة العمالة باتخاذ مواقف وطنية...

في هذه المطالبة تكمن قمة الانتهازية والتضليل...

فاقد الشيء لا يعطيه...

في مطالبة السلطة اللبنانية العميلة أن تكون وطنية يكمن كل التضليل...

لو جلبتم كل أكياس المكياج و"البودرة" لن تستطيعوا تحويل عميل إلى وطني...

"حلكم تفهموا، وتحلّوا عن سمانا بقا"...

نحن بيئة المقاومة نعرف ماهية هذه السلطة واستحالة أن تلبس ثوب غير ثوب العمالة؛ لماذا "تطوشون" رؤوسنا بتحليلات لإثبات نذالة أعمالها...

نحن نعرف انها عميلة ونذلة وقليلة شرف وقليلة كرامة ولا علاق لها بالوطن والوطنية؛ المهم ان تقرّوا انتم بما يسميه الدكتور فياض الأخطاء التي ارتكبت والتي هي أكثر بكثير من مجرد أخطاء وتقترب من الخطايا بحق الوطن والبيئة والناس أجمعين...

لعل أكثر من عبّر عن الخيبة من هذه الخطايا هو الدكتور ميخائيل عوض الذي قال بالحرف مع الاعلامية رولى نصر إنه لن يلتزم بوطنية الثنائي الشيعي بعد أن خذلته كتائب الرضوان... هذا دون الحديث عن الدكتور عماد رزق الذي تحدث عن كتائب العباس وبدا الامر وكأن كل ما كان يلزم هو إتخاذ القرار وإصدار الأمر بالحرب...

نعم، كل ما كان يلزم كان إتخاذ القرار في الوقت المناسب...

وليس الانتظار حتى سقوط الردع بمرور الزمن!

كل هذا بكل أسف، لأننا لا نزال نعيش على نهج "لا رأي لمن لا يُطاع"...

حارب الإمام علي ضد معاوية وحلف الشياطين الذي وقف إلى جانب إبن هند وانتصر عسكريا في كل تلك الحروب؛ لكن الذي حكم في النهاية كان الداهية ابن الداهية معاوية...

هل تعرفون لماذا؟

لأن كبار معسكر علي رفضوا طاعته...

لا رأي لمن لا يطاع...

نفس الأمر حصل مع الحسن...

ونفس الأمر حصل مع السيد حسن في حرب الإسناد لان الخذلان جاءه من العراق وسوريا وإيران...

هو نفس الأمر الذي يحصل اليوم إلا في حالة واحدة أن نقوم فعلا ولا نقعد إلا منتصرين او شهداء تماما كما كان الأمر مع الحسين وكما الأمر مع الزيديين في اليمن الذين لا يزالون الى اليوم يحملون هموم الأمة بعد تقاعس كل أطراف المحور بما في ذلك مركزها في طهران...

"هناك غبي ما اتخذ قرار تسليم السلاح والإنسحاب من جنوب الليطاني دون مقابل ( شاطرين نطلب من نواف سلام وجوزيف عون الحصول على مقابل مقابل تنازلاتهم... ماذا عن المقاومة... ما هو المقابل الذي حصلت عليه مقابل تسليم جنوب الليطاني وتنصيب رجال أميركا وإسرائيل على رأس السلطة في لبنان)...

من نصّب عملاء أميركا على رأس السلطة وغطى قرارات العمالة منذ اليوم الأول؟

هل كانت الخيانة فقط في الخامس والسابع من آب؟

ماذا عن استيلاء رجال اميركا منذ زمن بعيد على الجهاز القضائي في لبنان؟

ماذا عن انكشاف كل الوطن لأننا لم نكمل خطوة السابع من أيار بتطهير الدولة من العملاء!

في موقع طيون يقولها رضوان مرتضى وحسن الدر بكل وضوح:

العملاء هم نتاج عدم اتخاذ قرارت حازمة ضد العملاء!

ماذا عن تعيين كريم سعيّد صاحب نظرية حزام أمني اسرائيلي يصل حتى جنوب بيروت حاكما لمصرف لبنان؟

ماذا عن كل مشاريع سعيّد ضد القرض الحسن؟

ماذا عن مشاريع وزير العدل الكتائبي ضد الشرفاء في هذا الوطن؟

رجاءا... اصمتوا ولا تزيدوا على قلوبنا...

إذا كنتم فعلا تتحضرون للقتال كما يعدنا الدكتور حبيب فياض، على الإقل اصمتوا ودعونا ننتظر دون سماع الاسطوانات المخدوشة على ألسنة بعض مسؤولي الحزب والكثير من الأبواق حوله...

الخيانة هي رمز هذه السلطة؛ والحزب على نفس الإصرار في الوقوف خلف هذه السلطة تحت توصيف "الدولة" الغبي...

شعار الوقوف خلف الدولة هو كل الغباء بعينه لأن ما فعلته المقاومة التي هي جزء من الدولة، هو الوقوف خلف سلطة عميلة خائنة تحت توصيف "دولة"...

هذه سيرة لم تبدأ اليوم...

مقاومة حزب الله تحتاج إلى قيادات من نوعية ستالين بكل أسف...

مأمون بيك (نواف سلام) مرتاح جدا لسياسات الغباء هذه، ويريد الانتقال إلى شمال الليطاني...

هو يبدأ بمشروع الفجوة المالية الذي يسرق بموجبه ودائع الناس دون أي محاسبة لمن سرق ومن هرّب...

لماذا لا نرى محاسبة المصرف الذي رفض إعادة أموال الناس ثم تبرع بخمسة عشر مليون دولار لكفالة رياض سلامة؟

لماذا لا نرى محاسبة الصحناوي الذي رفض مصرفه إعادة أموال الناس لكنه تبرع بمليون دولار لإقامة مسرح أوبرا في الكيان...

سرق مالنا ليتبرع لعدونا...

لماذا لا نرى مصادرة أملاك كل الفاسدين من اهل هذه السلطة وأصحاب المصارف؟

أخيرا خرج الشيخ نعيم ليقول كفى في وجه هذه السلطة!

لكن هل يكفي هذا؟

كما قلنا،

إذا كنتم تعيدون بناء الامكانات افعلوا هذا بصمت لنخرج يوما على كل الأعداء في الداخل والخارج...

توقفوا عن اللغة الإنهزامية!

توقفوا عن استجداء الموقف الوطني من العملاء!

والله، "كفرتونا!"...

يكفي فضيحة لكم هو ترداد عبارة أن نتنياهو يريد لبننة الوضع في غزة...

هل تعرفون معنى ذلك؟

معناه ان غزة قاتلت ولا تزال، بينما قمتم انتم بأسوأ اتفاق وقف لاطلاق النار... (من جانب واحد!!!؟؟؟)...

على ماذا حصلتم مقابل هذا التسليم؟

لقد ارتكبتم خطيئة وقف إطلاق النار في ٢٧ نوفمبر وآن الأوان للعودة عن ذلك...

على الأقل، لو لم نوقف النار لكان العدو يخسر مقابل كل شهيد يسقط قتلى وجرحى...

على الأقل، لو لم نكن وافقنا على وقف النار لكان العدو ربما احتل أكثر من سبعة تلال لكن ليس بدون خسائر فادحة تجبره على احترامنا بدل إذلالنا كل يوم...

على الأقل، لو لم نكن وافقنا على وقف النار لكانت نار المقاومة أقوى وربما كان في ايدينا أسرى نبادل بهم بدل استجداء أميركا أن تعطف علينا وتعيد أسرانا...

رجاء!

اصمتوا واعملوا بصمت لكي تعود لنا العزة التي عرفناها بفضل مقاومة عماد مغنية ورفاقه...