تنشر هيئة تحرير مجلة Science العلمية المرموقة في نهاية كل عام قائمة بأهم عشرة اكتشافات علمية أثّرت في مسار البحث العلمي العالمي. وقد اختارت المجلة أن يكون التوسع الكبير في استخدام مصادر الطاقة المتجددة هو الإنجاز العلمي الأبرز لعام 2025.

الطاقة المتجددة في صدارة الإنجازات

وصفت المجلة ما تحقق في مجال الطاقة المتجددة بأنه تطور لافت، حيث انخفضت تكلفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية في العديد من دول العالم بنسبة تراوحت بين 70% و90%.

وبرزت الصين بشكل خاص، إذ تنتج أكثر من 80% من الألواح الشمسية عالميًا، ونحو 60% من توربينات الرياح، وتصدر جزءا كبيرا منها إلى معظم دول العالم. وفي الوقت نفسه، باتت الصين تحصل على نحو 20% من احتياجاتها الطاقية من مصادر متجددة.

اختراق زراعي يعزز إنتاج الأرز

من بين الإنجازات الأخرى، سلطت Science الضوء على دراسة صينية تتعلق بزراعة الأرز، وهو محصول استراتيجي للبلاد. وتمكن الباحثون من تفسير سبب اختلاف استجابة نفس صنف الأرز للحرارة الليلية.

واكتشف العلماء جينا يُعرف باسم QT12 موجودا على الكروموسوم الثاني عشر. وعند تنشيط هذا الجين أثناء الليالي الحارة، يصبح الأرز هشا ورديء الطعم، بينما يؤدي تعطيله إلى حبوب ذات جودة أفضل وإنتاجية أعلى.

وبعد إدخال هذا الجين إلى أحد الأصناف التجارية، ارتفع المحصول بنسبة 78%، مع انخفاض كبير في نسبة الحبوب الهشة وغير الصالحة. ويأمل الباحثون تطبيق التقنية على أصناف أخرى مستقبلا.

الذكاء الاصطناعي يحقق قفزات غير مسبوقة

كان للذكاء الاصطناعي نصيب وافر في قائمة الاختراقات. فقد تجاوزت نماذج Gemini وGPT-5 أداء طلاب في الأولمبياد الدولي للرياضيات، حيث نجح Gemini في حل جميع المسائل الاثنتي عشرة، بينما حل GPT-5 عشر مسائل.

كما طوّر نموذج آخر من Google خمس فرضيات جديدة تشرح كيفية اكتساب البكتيريا الخارقة مقاومة للمضادات الحيوية، في وقت قياسي، مقارنة بسنوات استغرقتها أبحاث بيولوجية سابقة لتأكيد إحدى هذه الفرضيات.

وفي مجال الكيمياء، أجرت نماذج Llama خمسة عشر اختبارًا كيميائيًا افتراضيًا وحددت الظروف المثلى لتفاعلات لم يكن العلماء قد توصلوا إليها من قبل.

الميونات تعود إلى النموذج القياسي للفيزياء

شهد عام 2025 عودة جسيمات الميون إلى النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات، بعد جدل علمي استمر منذ عام 2006، حين أظهرت تجارب أن خصائصها لا تتطابق مع الحسابات النظرية.

وعقب تجارب لاحقة في عامي 2021 و2023 زادت من هذا التباين، أعاد الفيزيائيون النظريون حساب الخصائص باستخدام نمذجة متقدمة للديناميكا اللونية الكمومية. ونجحت هذه الحسابات في تقليص الفجوة بين النظرية والتجربة، ما عزز مكانة النموذج القياسي مرة أخرى.

إعادة بناء ملامح إنسان دينيسوفا

تمكن العلماء هذا العام من الاقتراب أكثر من معرفة شكل إنسان دينيسوفا، أحد أسلاف البشر القدماء. فبعد اكتشاف حمضه النووي عام 2010 من عظمة إصبع في كهف دينيسوفا، بقي شكله مجهولا.

وفي 2025، نجح الباحثون في استخراج حمض نووي دينيسوفي من ترسبات متحجرة على أحد الأسنان داخل جمجمة عُثر عليها عام 1933. وبفضل ذلك، أصبح من الممكن إعادة بناء ملامحه بدقة عالية.

تشغيل أقوى تلسكوب أرضي في العالم

دخل مرصد فيرا روبين LSST في تشيلي الخدمة رسميا هذا العام، وهو أكثر التلسكوبات الأرضية تطورًا حتى الآن. وخلال السنوات العشر المقبلة، سيقوم بمسح كامل السماء الجنوبية.

ويتوقع العلماء أن يجمع المرصد خلال عام واحد بيانات تفوق ما جمعته جميع التلسكوبات السابقة مجتمعة، ما سيسمح بإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للكون متاحة للجميع عبر الإنترنت.

تقدم كبير في زراعة الأعضاء المعدلة وراثيا

شملت القائمة عمليات زرع أعضاء خنازير معدلة وراثيا في البشر. فقد استمرت كلية خنزير تحتوي على عشرة تعديلات جينية في جسم امرأة أربعة أشهر، بينما سجلت تجربة أخرى رقما قياسيا جديدا باستمرار كلية معدلة في 69 جينا داخل جسم رجل لمدة تسعة أشهر.

ويواصل العلماء البحث عن تعديلات جينية إضافية لتمديد عمر هذه الأعضاء داخل جسم الإنسان.

اكتشاف علاقة غير متوقعة بين الخلايا العصبية والسرطان

كشفت أبحاث جديدة أن الخلايا العصبية، في ظروف معينة، قد تساعد الخلايا السرطانية على التكاثر. إذ تبين أن الخلايا العصبية تنقل الميتوكوندريا إلى الخلايا السرطانية، ما يزودها بالطاقة.

وعند زرع مزيج من الخلايا العصبية والسرطانية في فئران، تشكلت أورام ونقائل، احتوت نقائل الرئة على 27% من ميتوكوندريا عصبية، بينما بلغت النسبة في نقائل الدماغ 46%.

أدوية جديدة لعلاج                                                                                                                                                                 

دخل دواءان جديدان لعلاج مرض السيلان قائمة الاختراقات العلمية، وهو مرض في نهاية كل عام، سنويا ما يصل إلى 100 مليون شخص. وبعد أن طورت البكتيريا المسببة له مقاومة لمعظم المضادات الحيوية، اجتازت الأدوية الجديدة المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وحصلت على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.

علاج جيني منقذ لطفل رضيع

اختتمت القائمة بإنجاز في العلاج الجيني، حيث تلقى طفل يُدعى كاي جيه مالدون، وُلد عام 2024 بطفرة جينية نادرة مهددة للحياة، علاجا تجريبيا باستخدام تقنية CRISPR.

وأدى تصحيح الطفرة إلى تحسن حالته وخروجه من المستشفى، مع استمرار العلاج الداعم في المنزل. ويخطط العلماء لتطبيق التقنية على حالات مرضية أخرى مماثلة.