كتب الشاعرُ الأستاذ معروف فضل الله:
"نِداءٌ إلى المُخلِّص".
يا صاحبَ الأمر هذا الليلُ مُعْتُكِرُ
والظلمُ فيه كما الأوباءِ ينتشرُ
إنهضْ فديتُك ما هذا القعودُ وما
للسّيفِ في الغِمْدِ من عُذرٍ فيعتذرُ
هذي بلادُك بعدَ العزّ خاضعةٌ
أشلاءَ يأكُلُ منها الذّئبُ والنّمِرُ
وللمظالم في شِدقَيْهِما صُوَرٌ
وللمفاسدِ في نابَيْهِما صُوَرُ
قُمْ جرّدِ السّيفَ في يُمناكَ مُنتَقِمًا
فقد طمى السّيلُ حتى استفحلَ الخطرُ
عمّ البلاءُ فوجهُ البرِّ مُكتئِبٌ
والبحرُِ ينشِجُ والحيتانُ قد كثروا
قلّ التَّصَبُّرُ أقدِمْ يا ابنَ فاطمةٍ
وطهِّرِ الأرضَ من رجسِ الأُلى بَطِروا
ودَعْ خيولَكَ في الصّحراءِ سابحةً
يُوري سنابِكَها الفُرسانُ والشّرَرُ
فالجاهليةُ هبّتْ من مراقِدِها
ووحدَهُ في البوادي يُعبَدُ الحجرُ
يا صاحب الأمرِ طالَ الليلُ مُذْ أفَلَتْ
عنه النّجومُ فأشرِقْ أيُّها القمرُ.
[30/12, 21:08] عصام شعبتو: حبيبنا، وهذه قصّة قصيرة من الدّكتور علي حجازي جاهزة للنّشر، وليس ضرورياً أن تُنشرَ اليوم لا هي ولا قصيدة معروف فضل الله:
كتب الدكتور علي حجازي:
"سُلَّمُ الخلاصِ علامةُ،أبناء المقفَّعين".
" قصّة قصيرة "
...فجأة توقف عن القراءة. أقفل الكتاب. تهلَّل وجهه بفرحٍ كبير. دمعت عيناه وبصوتٍ عالٍ اخترق سكونَ قاعةِ المكتبةِ العامّة قائلاً:
-- وجدتها. إنّها مِفتاحُ الحلّ. لو طبَّقْناها لَانْتفى الفسادُ من على هذه الأرض. صدقوني. إنّها الفكرةُ الأسمى لِلخلاص.
قال ذلك وراحَ يذرعُ القاعةَ ببصرِهِ الثاقب.
روّادُ المكتبةِ المنشغلونَ بمتابعةِ اهتماماتِهم توقَّفوا، وشرعوا يُحدِّقونَ إليه، وفي نفوسهم تختبيءُ الأسئلةُ العديدة.
وقف أحدُهُم وعلامات الِانْزِعاجِ باديةٌعلى صفحةِ وَجْهِه، لأنّه قطعَ عليهِ مُتابعةَ البحثِ، وقال :
-- ما الذي وجدتَه؟ وعن أيِّ حلٍّ وخلاصٍ تتحدَّثُ الآن. ثمَّ لِمَ لَمْ تلتزِمْ قانونَ المطالعةِ في هذه المكتبةِ الذي يفرضُ الصَّمتَ، وعدمَ إحداثِ أيِّ ضجّة؟
فوقف وقال:
-- أعتَذِرُ منكم جميعاً، غير أنَّ تطبيقَ هذِهِ الفِكرةِ هو سُلَّمُ الخلاصِ من هذهِ الفجوةِ التي أنزلونا إليها، وبتنا عاجزين عن الصعود منها، إلى السطح، حيثُ العيشُ الكريم.
-- هاتِ ما عندَك، ولا تُضَيِّعْ وقتَنا-قالها شخص ثانٍ-
-- قانونُ حمورابي هو الحلّ.
-- هل العودةُ إلى قانونٍ وضعهُ حمورابي منذُ آلافِ السنينَ قادرةٌ على رَدْمِ هذِهِ الفجوةِ العميقةِ يا صاحبي. على كلٍّ، تفضَّل.. نسمعكَ؟ (قال ثالث).
-- رفعُ اليدِ اليمنى أثناءَ أداءِ القسمِ المفروضِ، قبلَ تَسلُّمِ أيِّ وظيفةٍ تهمُّ الشأنَ العامَّ، علامةٌ سيميائيّةٌ دالة.
-- ما هي هذه العلامةُ السيميائيَّةُ؟ تفضَّل ؟
-- في الآخرِ ستهتدي إليها بنفسِك. الآنَ أبدأُ بِتلاوةِ قانونِ العقوبات:
"مَنْ يَغِشُّ في بَيْعِ الحليبِ أو الزيتِ أو العسل، أو حليبِ الأطفالِ تُحرَقُ كَفُّ يدِهِ اليُمنى، لِيَعرِفَ الناسُ أنّّهُ غشَّاش. فالحرقُ هو العلامةُ السيميائيّةُ الدّالَّةُ الرّامِزَةُ إلى الفساد. أعَرَفْتَها الآنَ يا صاحبي؟
تَهَلَّلَتْ وُجوهُ الحاضرينَ بفرحٍ، وقال واحدٌ منهُم:
-- أللهَ اللهَ! ما أحْوَجَنا إلى قانونِ حمورابي! إنّهُ السبيلُ القَوِيمُ إلى الخلاص.
-- فَلْتُحْرَقْ أيادي الفاسدينَ مِنَ المسؤولينَ المؤتمنين على عيشِ البلادِ والعِباد(قال آخرُ بصوتٍ عالٍ)
-- أللّٰهُمَّ خَلِّصْنا ومَكِّنّا من تمييزِ الصالحينَ مِنَ الفاسدينَ،إصلاحاً لِأحْوالِنا يا رَبَّ العالمين-قال آخر-
ردّد الحاضرون:
-- آمِّينَ يا ربَّ العالَمين آمِّين.
-- وقف الذي انْزَعَجَ، وصَدَحَ بِصَوتٍ عالٍ:
-- أيُّها المسؤولون عن إحقاقِ الحقِّ، قَفِّعوا أياديَ الفاسدينَ واللصوصَ ، ولْيَحْمِلوا هُمْ وأبناؤهم وَصْمَةَ العارِ هذِهِ إلى الأبَد .ولِيَكُونوا عِبْرَةً لِمَنْ يَعَتَبِر
-- "هل كانَ المُقَفَّعُ والِدُ عبدِ اللهِ فاسداً، حتى قُفِّعَتْ يَدُهُ، فحَمَلَ ابنُهُ عبدُاللهِ هذِهِ العلامةَ الكاشِفةَ والمُعُرِّيَة إلى اليوم ؟ وكمْ مُقَفّعاً مِنَ المسؤولينَ الحاضرينَ سيحملُ أبناؤهم لقبَ: "أبناءُ المُقفَّعينَ"؟(همستُ ).
غابستان في: 30/12//2025