لقاء ترامب – نتنياهو حسم الحرب على إيران وأبعدها عن لبنان
مقالات
لقاء ترامب – نتنياهو حسم الحرب على إيران وأبعدها عن لبنان
حسن علي طه
31 كانون الأول 2025 , 20:29 م

كتب حسن علي طه

قبل السابع من أكتوبر كانت حركة الصراع مع العدو الإسرائيلي خاضعة لمجموع خيارات وأولويات:

أولًا: الحرب على إيران باعتبارها رأس المشروع في مواجهة أمريكا وإسرائيل، وكل أشكال الحرب والحصار كانت بعنوان ملفها النووي.

ثانيًا: توجيه ضربات لخلفاء إيران "الأذرع" في فلسطين ولبنان، والغاية إبعاد خطرهما عن أي حرب قد تحدث مع إيران،

وهذا ما حصل عام 2006،

وما حصل في فلسطين عام 2014.

ثالثًا: فصل محور المقاومة، أو ما سمّاه ملك الأردن "الهلال الشيعي"، فكانت الحرب على سوريا بما تمثّل عام 2011،

وهدفها فرط عقد وحدات الساحات.

أتت حرب السابع من أكتوبر بنتائجها التي استطاعت إضعاف حركة حماس، وليس أدلّ على ذلك سوى ما أدلى به رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بقوله إن أمريكا أعطت فرصة للجولاني ليكون أحمد الشرع، فلماذا لا تكون حماس من المحظيين بهكذا فرصة.

أما في لبنان، وبنتيجة قرار إسناد غزة التي تخلّى عنها العرب والمسلمون، انتصرت المقاومة بقرارها الأخلاقي رغم حجم الضريبة التي كانت أكبر من كل تضحياتها على مدى الأربعين عامًا.

ومن غزة إلى لبنان، كانت سوريا المفاجئة في كل مجريات أحداث ما بعد السابع من أكتوبر.

انتهى نظام آل الأسد الذي كرّس سياسات ومعادلات على مدى نصف قرن، لتُفتح أبواب التحوّل في سوريا أمام جميع الاحتمالات: حرب أهلية – تقسيم – أو حتى زوال أجزاء ما بين أطماع إسرائيل وشهية أردوغان.

فجر الثاني عشر من حزيران 2025 شنّ الحلف الأمريكي الإسرائيلي، ومعه لفيف من جيران إيران من مختلف القوميات، حربًا على الجمهورية الإسلامية. كان واضحًا أن الحرب هدفها إسقاط النظام،

والاتّكال الأساسي في ذلك كان على الداخل الإيراني.

وفي أقل من يوم استعادت القيادة الإيرانية كامل قدراتها وبادرت إلى ما لم يكن في الحساب، مما اضطر الرئيس الأمريكي لإعلان وقف النار بعد استغاثة نتنياهو.

اليوم، وبعد لقاء ترامب نتنياهو، كان حاضرًا وبلا أي اختلاف أن إيران ما زالت هي الخطر الوحيد على مشروع السيطرة على المنطقة، وعليه يجب ضرب إيران.

من هنا، وتحضيرًا لذلك، وخلافًا لكل مواعيد الحرب على لبنان، ستشهد الأسابيع المقبلة إحياءً لمضمون الورقة المصرية أولًا، القطرية حاليًا.

وما كلام رئيس الجمهورية عون عن ابتعاد شبح الحرب، والكلام الأمريكي عن احتواء السلاح بدل نزعه، إلا مؤشرًا على أن القرار الأمريكي الإسرائيلي قضى بفك الاشتباك مع لبنان:

انسحاب من الأراضي اللبنانية – وقف اعتداءات – أسرى – ترسيم حدود برية،

مقابل إلغاء فاعلية السلاح بالكامل بغضّ النظر عن طريقة تحييده.

خلاصة القول: القرار حرب على إيران تستدعي تحييد لبنان مؤقتًا، ونتائج الحرب على إيران هي التي ستحدّد مصير لبنان بأكمله.