خطط وُضعت قبل 70 عاماً وطُبّقت على البلدان العربية وفي مقدمتها العراق !!!
في خمسينيات القرن العشرين جاء طبيب نفساني كندي يدعى دونالد كاميرون Donald Cameron بفكرة شيطانية، حيث أراد أن يعثر على طريقة يستطيع من خلالها أن يغيّر أفكار الإنسان بشكل كامل، أي أن يصنع من إنسان ما إنساناً جديداً مختلفاً تماماً بأفكاره وعواطفه وقناعاته.
كان الدكتور كاميرون يرى أن كل أفكارنا و مشاعرنا و أخلاقنا تأتي من مصدرين:
الأول: ذكريات الماضي، والثاني: إدراكنا للحاضر.
ولكي يصنع كاميرون الإنسان الجديد كما يريد، كان لابد أولاً من أن يلغي الإنسان القديم.
لابد من أن يجعل الصفحة بيضاء قبل أن يكتب عليها مايريد، وحتى يفعل ذلك عليه أن يعرّض الإنسان لصدمة كبيرة تُلغي الماضي و تُلغي إحساسه بالحاضر أيضاً.
قام الدكتور كاميرون بتجاربه على مرضاه النفسيين، حيث كان يُعرّضهم لصدمات كهربائية شديدة ويعطيهم عقاقير دوائية مُهلوسة حتى يفقد المرضى ذاكراتهم، وكان يعطّل جميع حواسهم بوضعهم في أماكن يسودها ظلام دامس وصمت مُطبق فلا يشعرون بشيء من حولهم حتى يُفقدهم أحاسيهم بالواقع.
هل تعلم من قام بتمويل أبحاث هذا الطبيب ؟؟؟
إنها وكالة الاستخبارات الأمريكية، وقد طورتها بعد ذلك وطبقتهاعلى عدد من معتقلاتها، ومنها غوانتانامو وأبو غريب وغيرها.
الفكرة الأساسية في نظرية الصدمة هي أنك إذا أردت أن تجعل الطرف الآخر ملكاً لك ولأفكارك وقراراتك فعليك أن تُخضعه أولاً لصدمة كبيرة تجعله مُستسلماً لك ولكل ما تُلقّنه له.
في نفس الوقت الذي كان هذا الشيطان يقوم بأبحاثه في كندا، ظهر في شيكاغو شيطان آخرفي مجال الاقتصاد يدعى ملتون فريدمان "Milton Friedman" ليطبق نظرية الصدمة، ولكن هذه المرة لم يكن التطبيق على الأفراد، بل على الشعوب !!!
كانت غاية فريدمان من نظريته التي وضعها هو السماح للشركات الأمريكية عابرة القارات أن تتحكم باقتصاد بلدان بأكملها !!!
بماأن الشعوب لاتقبل إطلاقاً أن تصبح حياتها واقتصادها بيد حفنة من رجال الأعمال الأجانب، لابد إذن من صدمة كبيرة لأهل البلد تجعلهم فاقدي الوعي حتى يقبلوا بالتغييرات الجديدة.
أول بلد تم تطبيق النظرية عليه هو تشيلي، الذي كان نظام اقتصاده شيوعياً
بدأ الأمربتدبير إنقلاب عسكري فيه، دعمته الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة نيكسون، وبعد الانقلاب جاءت الصدمة:
ارتفاع كبيرفي الأسعار وأعمال شغب واعتقالات تعسفيّة وخطف علني في وضح النهار، و فوضى عارمة في البلاد وارتفاع في مستويات البطالة......
كانت البلاد تسير مسرعة نحو الهاوية، وكانت المصائب تتدفق كلها دفعة واحدة، حتى أُصيب الناس عندها بشلل في التفكير والفهم، ولم يعودوا يفهمون ماذا يجري ؟ ولماذا؟ وكيف الخلاص في لحظة الصدمة هذهو تم عرض الحلول المُمنهجة الواضحة العملية التي ستُنقذ البلد من الكارثة، وذلك بأن تتحول تشيلي إلى اقتصاد السوق الحرة، أي أن ترفع الدولة يدها عن الاقتصاد بشكل كامل لتسوده الشركات الأمريكية العالمية عابرة القارات.
قبلت الدولة ذلك والشعب أيضاً.
وانتصرت نظرية الصدمة !!!
لم تكن تشيلي إلا الحلقة الأولى في مسلسل نظرية الصدمة، حيث طُبقت هذه النظرية على عدة بلدان في أمريكا الجنوبية ثم على الإتحاد السوفييتي ثم على العراق وغيرهم.
ومن الجدير بالذكر هنا أن دونالد رامسفيلد (وزير الدفاع الأمريكي إبّان حرب العراق) كان يوماً ما تلميذاً للدكتور فريدمان في الجامعة !!!
تقول نظرية الصدمة:
عندما يغيب وعي الشعب ويعجز عن فهم وإدراك ما يدور حوله، ولايلوح له في الأفق أي حل ممكن التطبيق يُخرجه من واقعه السيء، سيقع عندئذ في الصدمة، و عندها سيصبح مستعداً لقبول حلول خارجية جاهزة كان من المستحيل أن يقبلها سابقاً.
علمنا ذلك أم جهلنا !!!
نعم. نحن شخصياً ( وأقصد بذلك من عاش في عهد الاتحاد السوفييتي )، في التسعينيات من القرن الماضي، عشنا مرحلة الصدمة.
تقبلت الحكومة الحلول الخارجية الجاهزة...وتقبلها الشعب أيضاً...
وتحولت البلاد إلى الاقتصاد الحر.
كانت أسوأ سنوات عاشها الشعب السوفييتي في حياته إطلاقاً.
وبنهاية المطاف تمزقت الدولة العظمى إلى دول متعددة.
وذهب الاتحاد من دون رجعة !!!.
اليوم يتم تطبيق هذه النظرية بالمخططات الخارجية على عدة بلدان مثل فنزويلا و سورية و ايران..
سؤالي هو:
هل وقع الشعب اللبناني في مرحلة الصدمة؟؟؟
هل أصبح جاهزاً لقبول الحلول الخارجية الجاهزة، والتي كان من المستحيل أن يقبلها سابقاً ؟؟؟
سؤالي الآخر:
هل سنستطيع الصمود في وجه هذه المخططات الشيطانية ؟؟؟
نعم. يمكننا ذلك... إذا كنا نعمل بمبدأ المحبة والإخلاص للوطن، ولانستغل بعضنا بعضاً، ولاننهش لحم بعضنا البعض...
الحب يصنع المعجزات !!!
الجمال ينقذ العالم !!!
وغير ذلك... لامُحال من الصدمة !!!