كتب الكاتب حليم خاتون:
الرئيس الأميركي الأسبق،جون ف. كينيدي؛
الداعية والمصلح الاجتماعي، القس مارتن لوثر كينغ؛
المناضل من أجل حقوق السود، مالكولم إكس...
ثلاثة أسماء لامعة تم اغتيالها في الولايات المتحدة الاميركية في النصف الأخير من القرن العشرين، ولا تزال هوليوود تحاول حلّ لغز هذه الاغتيالات ومعرفة المنفذين المباشرين وغير المباشرين، بعد أن "عجزت" العدالة الأميركية عن فعل ذلك...
عدالة اميركية قائمة على اكبر هولوكست في تاريخ البشرية ضد "الهنود الحمر"، وعلى أضخم جريمة ضد الانسانية بحق أكثر من 55 مليون إفريقي أسود...
عدالة عمياء لا تزال تذرف دموع التماسيح وتقرأ المواعظ على شعوب العالم الثالث في اكبر كذبة عن العدالة يمكن تصورها...
55 مليون إفريقي أسود تم اصطيادهم وتقييدهم بالسلاسل ورميهم في قعر السفن التي حملتهم إلى العالم الجديد للعمل في السخرة...
عمل سخرةِِ انتج بداية الثروة الأميركية الهائلة، وحرم القارة السوداء من السواعد التي كان من الممكن ان تكون أساس البناء لهذه البلدان التي لا زالت مرمية في أحضان الفقر والبؤس والحرمان...
لبنان الرازح تحت حصار أميركي جائر والذي يخضع لإحدى اكبر الازمات الاقتصادية التي تسبب بها رجل أميركا الأول في لبنان، رياض سلامة مع مجموعة من رجال أعمالِِ، لا قلب لهم، ولا ضمير، ولا دين بالتأكيد...
نفذ هؤلاء كل الخطط غير البعيدة عما ورد في كتاب "القاتل الاقتصادي"، حتى أوصلونا إلى شبه إفلاس، ويرفضون الرحيل عن السلطة حتى تتم عملية الإنقاذ التي لا يمكن أن تنجح إلا باقتلاعهم من جذورهم عن تلك الكراسي التي التصقت بها مؤخراتهم....
نفس هذا اللبنان الذي تعرض إلى أحد اكبر التفجيرات التي أرادت محو موقع بيروت عن خارطة الموانئ التجارية العالمية لصالح مرفأ حيفا...
هذا اللبنان، ضائع...
الذين ضيعوا البلد، لا زالوا يمسكون بكل شيء في هذا البلد...
لبنان محكوم من مجموعة من اللصوص، معظمهم تابعون لسفارات الدول الإقليمية أو الدول الكبرى مباشرة...
رغم كل شعارات الحرية والسيادة والاستقلال...
كل أهل السلطة كاذبون ومتآمرون، والحل الافضل يكون بجمعهم في الساحات ومحاكمتهم وإعدام كل لص أو عميل عمل على تخريب البلد...
القاضي الوحيد الذي تجرأ على منع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية من بث سمومها وزعزعة السلم الاهلي، القاضي محمد مازح تمت محاسبته بدل التكريم...
هذا ليس غريباََ على الإطلاق.
نحن في لبنان
وزراء لا يجرأون على التحرك إلا بعد إذنِِ من السفارة الأميركية...
رئيس حكومة يكاد يبكي وهو يتحدث عن عجزه عن زيارة سوريا رغم حاجة لبنان الماسة لذلك خوفا من عقوبات دولة العم سام الواقف بالمرصاد، مشرفاََ على الخنق الاقتصادي...
ثم يخرج علينا قزم متزعم على طائفة، يقرأ علينا مزاميراََ عن السيادة والاستقلال...
قضاة يعملون الف حساب خوفا من الأميركيين والغرب، وبعضهم يتماهى مع هذا الغرب إلى حد العمالة...
عندما تكون الوطنية فيزا على جواز سفر، أو تسهيل رحلة استجمام أو دراسة للأبناء، بئس هذه الوطنية...
كل الشعارات عن القضاء النزيه ليست أكثر من ممسحة استهلكتها المحكمة الدولية السابقة...
لعب القاضي صوان فترة قاصدا، ومتعمداََ أن تُكف يده...
نفس اللعبة استمرت مع القاضي بيطار... والمقصود الوصول إلى كيفً اليد دوما...
لماذا؟
لكي يتم التذرع بهذا من أجل محكمة دولية جديدة...
مسرحية جديدة تلغي السيادة باسم المحافظة على عدالة لن تظهر لأن القاتل هو نفسه...
القاتل هو ذلك الأميركي القذر ومجموعاته مما يُسمى منظمات غير حكومة... تم ضربها وقمعها في شارع وول ستريت في نيويورك لأن مهمتها ليس في اميركا، بل في بلدان العالم الثالث أو حتى في فرنسا حيث يجب التخريب إكراما لسيد العالم القابع في مؤسسات الإمبريالية الأميركية العظمى...
الكلام عن الاستنسابية وعن عدم وحدة المعايير غير مهم على الإطلاق...
هذا لا يبرئ الطبقة الحاكمة، بقدر ما يجعل منها شريكا للأميركي القذر...
المقصود أساساً من هذا القصد والتعمد، هو الوصول إلى المطالبة بمحكمة دولية جديدة...
أما بعض النقد الذي يوجه هنا او هناك... هذا لا يجدي نفعا...
جماعة اميركا مصممون، والتهاون معهم سوف يؤدي بالبلد إلى التهلكة...
لذلك وقبل أن يقع "الفاس بالراس" كما يقول المثل، يجب التصدي لعملاء اميركا...
يجب أن يفهم أمثال جعجع والجميل أن "زمن أول تحوّل"...
رفع الحصانات واجب، وعلى الجميع... بما في ذلك القضاة أنفسهم مع كل الرؤساء والوزراء والنواب وحتى اصغر موظف او محامِِ أو نقابي...
الوحيد الممكن الإنصات إليه والسكون إلى عدالته، هو محاكم شعبية في الساحات، وليس مجموعة من كتبة السفارة الأميركية...
كل ما عدا ذلك هو تكتيك بتكتيك...
لا صوان ولا بيطار ولا علي ابراهيم ولا عويدات...
إذا أردنا العدالة في لبنان، يجب أن تكون هناك محاكم شعبية في الساحات...
كل الامور يجب أن تكون مفتوحة على المحاسبة... منذ تأسيس لبنان الكبير وحتى الغد...
من تآمر على لبنان؟
من تعامل مع عدو لبنان الوجودي؟
من سرق ونهب؟
من وضع البلد في أيدي النظام الامني؟
من جعل البلد لعبة لأمراء بني سعود وأبناء زايد وغيرهم؟
من سمح بالهندسات المالية؟
من ضرب الاقتصاد المنتج، ولصالح من؟
ألف سؤال وسؤال...
أسئلة لكي تتم الإجابة الصحيحة عليها، علينا رفع كل الحصانات عن كل من يمشي على قدمين ومؤخرة في أرض لبنان...
كل ما عدا ذلك مجرد هراء وإضاعة للوقت...
يريدون الوصول إلى رأس المقاومة...والذي يشك بهذا الهدف، يستطيع التأكد حين يستمع إلى خزعبلات france24...
حسناََ، فلتبدأ المحاسبة من هنا...
من باع البلد واراد الرضوخ لأميركا؟
من حرر البلد واعاد الكرامة والعزة لأهل هذه الأرض...؟
من هنا تبدأ المحاسبة، ولا تهاون مع العملاء حتى لو كانوا في ابراج مشيدة...
مضى زمن عفى الله عما مضى...
العدالة لا يمكن أن تكون إلا عدالة وطنية واحدة...
كفى كذب على أهالي الضحايا.
كفى متاجرة بدماء من سقط...
المسؤول عن كل البلاء هو ذلك الأميركي القذر... الذي فجر المرفأ ثم هرع مع الاطلسي لإزالة الأدلة...
على من يريد تحقيق العدالة فعلا...
ساحات الوغى موجودة والعدو معروف رغم كل محاولات التجهيل المقصود من اولاد سفارة عوكر...
ازلام منتشرون في كل الأحزاب اللبنانية والمجتمع المدني...
عدالة قضاة الفيزا لا تعيد حقوق..
لم ننسى المسرحية السابقة وانتقال التهمة حسب حاجة الأميركي والصهيوني...
لن يكون هناك أربعة ضباط آخرون...
لسنا بحاجة لا إلى ديتليف صوان ولا إلى ديتليف بيطار...
العدالة لا يمكن أن تكون إلا شعبية في الساحات وتبدأ اول ما تبدأ بمن تعامل مع عدو لبنان الوجودي ومن نهب شعبه وأوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم...
كل كلام غير ذلك كذب، وانتهازية ، وهُراء...
إذا كان الجزء الأكبر من الشعب اللبناني نائماََ، فعلى القلة الواعية الانتفاض وفرض القانون الشعبي والعدالة الشعبية...وليس انتظار عدالة من السماء، لن تأتي...
"إعقلها وتوكل" قال الرسول...
فقم وتوضأ وتوكل لأنه لن يحك جلدك إلا ظفرك...