إيمان شمس الدين , كاتبة ومفكرة عربية من الكويت الشقيق
رواية صغيرة بعدد وريقاتها، كبيرة جدا في إيقاعها على النفس، بل هي أكبر من أن تحويها الكلمات، التي طالما تعجز بنطاقها الضيق عن احتواء المشاعر وحكايتها بأحرف.
تلك هي قصة آلاء، أو كما أناديها بدلع "لولو" عن المقاومة والمقاومين وعن الظواهر الاجتماعية والأسرية السلبية، عن رحلة مقاوم من آلاف، وحكايته ومعاناته مع النضال لأجل الأرض والكرامة، لأجل كلمة ال " لا " التي ما زلنا ندفع لأجلها الكثير.
آلاء بقلمها الرشيق تناضل وتقاوم خارج المألوف العام، وخارج النمط المعتاد، أو لنقل خارج الخطوط الحمراء.
قد تكون شهادتي بها مجروحة، لكنني في المعرفة والكتابة لا أجامل، حتى نفسي لا أجاملها، لكن آلاء استطاعت بخيالها الجميل وقلمها الطائر، أن تحلق بخيالي ومشاعري بعيدا إلى يبرود، حيث خيم "حسين" وحكايته مع الرسالة وحبيبته، ومع الأسر والحرب وهموم مقاوم في ساحات النضال.
وقبل هذه الحكاية كانت قصة الأم التي اختصرها بجملة رغم صغرها، لكنها جملة كثيفة جدا بالمعاني والأفكار:
" هل الله بيغضب إذا كسرت الصحن أنا وعم بجلي؟ طيب معقول الله ما بيغضب من أن الأمهات يلي ما بحبو ولادن؟" وتكبر الأسئلة في رأسي، حتى أشعر بالخوف من أكره أمي وإلهها الغاضب دائما".
وهي انطلاقتها لآلاء في هذا الكتاب الذي جمع عديد من الشباب وعقولهم وأقلامهم في روايات مختلفة، ناقشت وعالجت ظواهر اجتماعية مختلفة.
لم يغب قلم "لولو" عن قضايانا الأخرى التي تؤرقنا وتعبر عن هواجسنا، كإدمان الهاتف، ومرض الشهرة وغيرها من القضايا المهمة.
لكنني لا أنكر أعجابي بقصتها عن الأم و عن المقاوم وهمومه، وكلها روايات واقعية تصف الواقع، وكأنك جزء من المشهد والصورة والتفصيل. بل جزء من الحدث.
آلاء قلم يقاوم خارج السرب، والنمط والمألوف نسبة إلى محيطها البيئي.
وهو ما يفتح كوّة في جدار الصمت والنمط، الذي تفرضه البيئة على المرأة بالذات، كيف يجب أن تكتب، وماذا تكتب، وكيف حتى تفكر.