شكلت الإنتفاضة حدثا كبيرا في تاريخ المقاومة الفلسطينية لأنها إنتفاضة الداخل الفلسطيني والتي نتج عنها بعد ذلك العديد من الأمور المهمة كما نجحت في انتزاع اعتراف إسرائيل والدول الغربية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، بالشعب الفلسطيني، وتأسيس حكم ذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة، تحت مسمى "السلطة الوطنية الفلسطينية".
وفي الذكرى 33 للانتفاضة، قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، خالد عبد المجيد، في حديث خاص لموقع اضاءات الإخباري، إن الوضع الفلسطيني بحاجة إلى مراجعة نقدية شاملة وفسح المجال أمام الشعب الفلسطيني وقواه لتجديد خياراته الوطنية للوقوف أمام كل المشاريع الصهيونية الأمريكية العربية لافتا إلى ضرورة التصدي لخطوات التطبيع وعقد الإتفاقات والتحالفات والتنسيق الأمني والعسكري والسياسي مع العدو الصهيوني ، ونبذ كل دعوات وأوهام التسوية معه لأن ذلك يشكل غطاء على جرائمه ويشجعه على تنفيذ عدوانه ومخططاته الإجرامية والاستيطانية.
ولفت عبد المجيد إلى "أن الخيار الوحيد أمام شعبنا هو تجديد المقاومة والانتفاضة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، ويشهدها العالم العربي، وفي ظل ظروف صعبة ومعقدة فإن العامل الذاتي الفلسطيني مهم في مواجهة المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية، لذلك لابد من تصعيد النضال الوطني وتعزيز الوضع الذاتي الفلسطيني ومواجهة الاحتلال بشتى اشكال المقاومة بدءا من المقاومة الشعبية والمقاومة المسلحة وأشكال النضال الأخرى على الصعيد الثقافي والفكري والسياسي، وعلى الساحتين العربية والدولية من خلال الفعاليات التي يقوم بها شعبنا وأبناء أمتنا العربية والإسلامية .
وأشار عبد المجيد، إلى أنه في ظل حالة الانهيار في الوضع العربي الرسمي ، وفي ظل التطبيع الذي أقدمت عليه عدد من الدول العربية مع الكيان الصهيوني وخاصة ما أقدمت عليه الإمارات والبحرين والسودان، والعلاقات السرية بين الكيان الاسرائيلي و المملكة السعودية فإن الوضع الذاتي الفلسطيني يبقى العامل الحاسم في مواجهة الاحتلال بالإضافة إلى الترابط مع محور المقاومة الذي صمد أمام تحديات كبيرة خلال العشر سنوات الماضية والذي حقق انتصارات رغم كل ماجرى من تدمير ومن حرب كونية على سوريا وعلى العراق والحصار الظالم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومايجري من حرب إجرامية على اليمن الشقيق فإن هذا الترابط له دور أساسي بين المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة.
وعن حالة الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، قال عبد المجيد "لا شك أن حالة الانقسام تؤثر سلبا على تطورات الوضع الفلسطيني لكن المسؤولية الأساسية في إطلاق الانتفاضة وتفجير الانتفاضة الفلسطينية تقع على عاتق القوة الحية في شعبنا وكل القوى والفصائل والهيئات والشخصيات والفعاليات الوطنية .
"لاشك أن ما أقدمت عليه السلطة الفلسطينية بإعادة العلاقة مع الكيان الإسرائيلي وإعادة التنسيق الأمني الخطير الذي له دور خطير في منع الناشطين وملاحقتهم للانتفاضة والمقاومة لابد أن شعبنا يراكم من خلال نضالته من أجل تفجير انتفاضة فلسطينية ثالثة، ولكن نحن لانستطيع أن نحدد موعد هذه الانتفاضة لان تراكمات النضال الوطني الفلسطيني، تراكمات مواجهة شعبنا والتي تزداد يوما بعد يوم
والمخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية تفرض على القوى والفصائل و شعبنا مواجهة الاحتلال ، شعبنا الذي قاوم الانتداب البريطاني منذ أكثر من مئة عام وقاوم الكيان الإسرائيلي منذ عام 1948 هو قادر على تفجير انتفاضة فلسطينية وتجديد مقاومته ولن يسمح للعدو الصهيوني باستمرار مخططاته على الأرض الفلسطينية ولن يسمح للولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها من المطبعين من حكام العرب أن يسيروا في الاتجاه الذي يحاولوا تضليل الشعب الفلسطيني فيه من خلال الدعوة لمؤتمر سلام جديد وإعادة مسار المفاوضات العبثية مع الاحتلال عبر رعاية الرباعية الدولية والرباعية العربية التي تتمثل بالسعودية والإمارات ومصر والأردن.
وختم الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بالقول، "إن التطورات التي نشهدها لاشك أنها تشكل عبئا ثقيلا على شعبنا ومقاومتنا لكننا نعتقد أن العدو الصهيوني رغم كل غطرسته وعدوانه ورغم كل إجراءاته في الأرض المحتلة وفي المنطقة والتي يستند فيها للولايات المتحدة الأمريكية يعيش مأزق حقيقي داخل مجتمعه ويعيش مأزقا داخل مؤسسته العسكرية لايستطيع أن يقدم على حرب شاملة لا على الشمال ولا على الجنوب لدينا في المقاومة الفلسطينية في غزة قوة ردع صاروخية تستطيع الرد عليه ولدى محور المقاومة قوة وإرادة كبيرة من الشمال قادرة أن تردعه لذلك نقول إن الزمن كفيل بتفجير انتفاضة فلسطينية وكفيل بمواجهة الاحتلال
ومهما أقدمت الدول العربية من محاولات من أجل إنقاذ هذا الكيان والتحالف معه لمواجهة ايران ومحور المقاومة فإننا نعتقد أن هذا الترابط بين المقاومة الفلسطينية وبين محور المقاومة قادر على ردع الاحتلال.



