كتب الاستاذ حليم خاتون:
لماذا يقول الشيخ نعيم قاسم: إنّ هناك طريقين:
الأولى هي الاستسلام، مع ما يعنيه ذلك من خسارة مؤكّدة.
والثانية هي المقاومة التي قد تحمل الأمل.
صحيح أن الاستسلام هو خسارة مؤكّدة،
لكنّ المقاومة لاتحمل فقط الأمل، المقاومة هي كُنْهُ هذه الحياة.
لا أريد أن أرى أي رابط بين ضيف المنار الذي يخاف أميركا، وبين مجرد أمل تحمله المقاومة.
المقاومة هي أكثر من أمل.
المقاومة هي حياة العزّة والكرامة حتى ولو قَصُرت.
المقاومة هي ليست فقط باب الجنة.
المقاومة هي نهج لنا نعيشه، وحين نغادرأو نُستشهد، نعلم أن من بقي سوف يُكمل الطريق.
صحيح أن أميركا تصنعُ الدمار الشامل.
لكنّ الصحيح أيضاً أن الصفعة التي سوف نوجهها إلى وجه أميركا كافية لإيقاظ الشعوب الخاملة، وحينها سوف تكون هذه الصفعة دماراً شاملاً لأميركا.
لماذا برأيكم جُنّ جنون أميركا وإسرائيل؟
لأنّ الصفعات التي يتلقونها منذ أول عملية استشهادية بعد الاجتياح،وحتى اليوم لاتعطيهم الفرصة لأخذ النفس.
ظنوا أنّهم تخلّصوا من الدكتور وديع حداد، فجاءهم أحمد قصير.
في ٢٠٠٦، اكتشفوا فعلاً أن أزلامهم في المنطقة أشباه رجال.
توصيف الرّئيس بشار الأسد لهؤلاء كان أيضاً صفعة في وجه أميركا.
أنا آسف لاني مضطر إلى تذكير من قاوموا أكثرمنّي بآلاف المرات أن نطنطة أميركا وترامب والأساطيل والصهاينة لا يعني إلّا شيئًا واحدا.
إنهم هم في مأزق وليس المقاومة.
هم يعرفون أننا اكتشفنا قوة عزيمتنا، وقوة إيماننا.
لذلك وكل يوم يحاولون النيل عبر كشف أوراق "مخفية" من التطبيع والخيانة، علّنا نيأس.
علّنا نفقد هذا الإيمان وهذه العزيمة.
لكنّ زمن اليأس انتهى إلى غير رجعة.
فنحن ملكنا الطريق الذي عليه سوف نسير.
نحن نعرف الآن أننا لسنا أضعف من الفيتناميين.
وكما هرب الاستعمار يوماً على السفن الهاربة من البر الصيني، وكما سحبتكم المروحيات من فوق سطح السفارة في سايغون،
وكما انسحب المارينز من بيروت،بعد تصميم البعض من أبطالنا على النصر،كذلك نحن،
قادرون على إثبات حقيقة أن الإمبريالية ليست سوى نمر من ورق.
والورق حتى ولو تسلّح بأقوى الأسلحة، يحتاج فقط إلى عود ثقاب، ونحن نملك عود الثقاب هذا.