هل سيبادر ترامب في الوقت المستقطع ، إلى الانسحاب من العراق وسورية ؟
مقالات
هل سيبادر ترامب في الوقت المستقطع ، إلى الانسحاب من العراق وسورية ؟
محمد محسن
15 كانون الأول 2020 , 15:30 م
ليس مخيراً بل مجبراً ، والانسحاب من العراق يستدعي الانسحاب من سورية  عقابيل ذلك ستكون مُرَوِّعَةً ، لمن احتمى بالمظلة الأمريكية ، وبخاصة  اسرائيل   لن يصدق عملاء أمريكا ، والمبهورين بجبروتها ، وبخاصة : أحزاب الاسلام السياسي


ليس مخيراً بل مجبراً ، والانسحاب من العراق يستدعي الانسحاب من سورية 
عقابيل ذلك ستكون مُرَوِّعَةً ، لمن احتمى بالمظلة الأمريكية ، وبخاصة  اسرائيل  
لن يصدق عملاء أمريكا ، والمبهورين بجبروتها ، وبخاصة : أحزاب الاسلام السياسي ، الذين يعلقون كل آمالهم وأمانيهم على ظهرها ، في ( سحق النظام السوري ) ، لن يصدقوا إمكانية الانسحاب الأمريكي من المنطقة ،  كما وسيستنكرُ ذلك المثقفون القشريون المتغربون ، وكلاء الرأسمالية الغربية ، عملاء اسرائيل  ، وسيعتبرون هذا من المستحيلات ، لأن امريكا كلية القدرة ، ولا غالب لها  .
دعـــــــــــــــوهم فـــــــــــــي أحلامـــــــــــهم يعمـــــــــــهون !!
ولكن أنا أثق أن بعض الأمراء المتمرسين في السياسة ، بدأوا يتلمسون رؤوسهم ، والدليل القاطع على ذلك : 
المرافعة التي أدلى بها تركي الفيصل السياسي السعودي المخضرم ضد اسرائيل ، نصرة للقضية الفلسطينية ، والمعروف بعلاقاته القديمة مع الصهاينة ، في مؤتمر الأمن القومي والتطبيع مع اسرائيل في المنامة ، والتي تعتبر ارهاصاً ينبئ بإرهاصات مماثلة ، تقوم على قناعة أن شمس أمريكا مالت نحو الغروب ، وان جحافلها ستغادر .


وبشائر الخروج والفرار الأمريكي القسري ، ستطل علينا من العراق العربي ، الذي دمرته ، ومزقته ، وجوعته ، أمريكا وحلفائها أولاً ، لذلك كان للعراق حق الثأر .


ولقد تأكد ذلك بعد إنذار المقاومة العراقية لأمريكا بالرحيل ، وإلا سيحرقون الأرض تحت أقدام جنودها ، وبعد قرار البرلمان العراقي الشهير ، بإخراج القوات الأمريكية من العراق  .


 المقاومة العراقية البطلة التي بات العسكريون الأمريكيون يعرفون بأسها ، من خلال انتصاراتها على داعش  ، أمام أعين الجنود الأمريكيين ،  لذلك أصبح الخروج العسكري الأمريكي المذل المهين من العراق بات أمراً مبتوتاً فيه . 


هذا الخروج الأمريكي القسري من العراق ، سيترك القوات الأمريكية المتواجدة في سورية مكشوفة وبدون ظهير ، أمام قوى المقاومة البطلة بكل تشكيلاتها ، والتي اشتد عودها وبات يخشاها الإسرائيليون أيضاً قبل الأمريكيين  .


والمتنور العاقل لابد وأن يضع ( الاشهار المتسارع لحلف الملوك مع اسرائيل ) ، ضمن هذا السياق  وقد تكون بناءً على نصائح أمريكية مباشرة ، أن تكاتفوا وليحمي بعضكم الآخر ، ولأن هذا الاشهار جاء بعد التحقق من هذا الذي كان احتمالاً ، واصبح الآن يقترب من الحقيقة بعجل ، بناء على تسريباتٍ وتلميحات من قادة عسكريين أمريكيين ، ومن انسحابات فعلية من بعض المواقع في العراق وغيرها  . 


من ينطلق من هذه القناعة ، يصبح هيناً عليه الإحاطة ( بالشقلبات ) و ( الانتقالات ) و( الإرتجاجات ) التي ستواجهها المنطقة ، دولاً ، وأفراداً ، وأن إشهار التحالف ليس أكثر من فقاعة اعلامية خلبية ، بل بالعكس ستستنفر غضب كل القوى العربية التي تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها  .


ولكن هذا النهوض الشعبي المعارض للتطبيع ، والمعادي لأمريكا ـــ إسرائيل في جميع أرجاء الوطن العربي ، مرهون بالانتصار في سورية ، لأن الحرب  على سورية ، وحدت جميع قوى المعسكر الأمريكي ، ولكنها وبالمفهوم المقابل ، عززت محور المقاومة ، وجعلته أكثر صلابة ، من خلال ميادين المواجهة المشتركة ، والانتصارات التي حققتها في جميع المعارك ، والتي ازدادت خبرتها القتالية . 
نحن لانجزم أن الانتصارات ، والتحولات ، والانتقالات ، في المنطقة ستتم بالسرعة التي نرغبها ، لأن الحلف الأمريكي ـــ الرجعي ، لايزال يحتل الكثير من المواقع .
 ولكن ألا ترون معي أن الكفة قد رجحت لصالح محور المقاومة ؟؟ .
وأنا لا أفهم التسارع في التحالف بين الملوك واسرائيل ، إلا من هذه القناعة ، وإلا لماذا لم يشهروا هذا التحالف القائم منذ عشرات السنين ، إلا الآن ؟؟
واعتماداً على قانون الأواني المستطرقة ، أي انحسار للوصاية الأمريكية ـــ الغربية على شعوب المنطقة ، سيملأ الفراغ محور المقاومة ، الذي ستكون من أولى مهماته حصار اسرائيل ، وتحرير فلسطين ، أما الممالك فستسقط لوحدها كورق التين ، لأن شعوبها ولأول مرة منذ قرون ، ستجد نفسها وجهاً لوجه أمام نسائم الحرية .
هذه النقلة التاريخية في المنطقة ، ستشكل البيئة الحاضنة للمعسكر الشرقي القادم ، الذي سيقيم التوازن التاريخي المنتظر ، لإحلال الحرية ، والسلم ، والعدل ، والمساواة ، في العالم .

المصدر: وكالات+إضاءات
الأكثر قراءة أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
أنشودة يا إمامَ الرسلِ يا سندي, إنشاد صباح فخري
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً