كتب أديب شعيتو: 
أخبار وتقارير
كتب أديب شعيتو: "زمن التطبيع المجاني والانبطاح الطوعي  لعدو الأمة والشعوب العربية" 
18 كانون الأول 2020 , 21:48 م
كتب أديب شعيتو:   حدّثني أحدهم أنّ أستاذ ﺭﻳﺎﺿﻴﺎﺕ لبناني كان يعمل ﻓﻲ إحدى جامعات دول الخليج ﺩﺧﻞ يوماً إلى قاعة المحاضرات، وتفاجأ حين وجد أنّ أﺣﺪ ﺍﻟﻄﻼﺏ الخليجيين  ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ اللوح : لبناني + ﻓﻼﻓﻞ = ؟؟؟

كتب أديب شعيتو:  

حدّثني أحدهم أنّ أستاذ ﺭﻳﺎﺿﻴﺎﺕ لبناني كان يعمل ﻓﻲ إحدى جامعات دول الخليج ﺩﺧﻞ يوماً إلى قاعة المحاضرات، وتفاجأ حين وجد أنّ أﺣﺪ ﺍﻟﻄﻼﺏ الخليجيين  ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ اللوح :
لبناني + ﻓﻼﻓﻞ = ؟؟؟؟

فتوقف الأستاذ أمام اللوح، ونظر إلى العبارة بألم وحزن .. وإذ بأﺣﺪ ﺍﻟﻄﻼﺏ،وكان يقهقه عاليا، يقف ليقوﻝ للأستاذ: ﻳﺎ أﺳﺘﺎﺫ ﺟﺎﻭﺑﻨﺎ على اﻟﺴﺆﺍﻝ ﺑﺎﻟﻠﻪ عليك ...
صُدِم الأستاذ، ﻭأﺣﺲ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ والإهانة، وتحسر على لبنان الذي أصبح مهزلة عند دول الخليج .. 
بعدماكان فيه من الجامعات الرصينة والمؤسسات العلمية والأكاديمية والثقافية، ومن الكتاب والشعراء والفنانين والعلماء، الذين بهروا العالم، وكان صاحب أعرق حضارة، في حين كان آباء هؤلاء الطلاب وأجدادهم حفاةعراة، ولم تكن لديهم مدرسة ابتدائيةواحدة ولم يكونوا يعلمون ما معنى الجامعة، وماذا يعني العلم والثقافة والفن والتطور والحضارة.

 وﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ أﻣﺴﻚ  هذاالأستاذبالقلم قائلاً لهم: سأخبركم ماذا يساوي اللبناني،وكتب ﻋﻠﻰ اللوح :
= طبيباً، ﻴﻌﺎﻟﺠﻜﻢ ﻣﻦ أﻣﺮﺍﺿﻜﻢ المزمنة.
= مهندساً ﻴﺒﻨﻲ ﻟﻜﻢ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻟﻤﺪﻥ الحديثة، ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ التي ولدتم وتربّيتم فيها.
= معلِّماً ﻴﺨﻠِّﺼﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺍﻟﺬﻱ تغوصون فيه حتى رؤوسكم.
=ممرِّضاًيضمِّد ﺟﺮﺍﺣﻜﻢ التي كان القيح سيملؤها، وتشققها الشمس ﻭﻳﺴﺘﻮﻃﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﺑﺎﺏ والحشرات، لولاه.
= ﻋﺎلماً ﻴﻌﻠﻤﻜﻢ تكنولوجياالمعلومات وينقل لكم آخر ما توصل إليه العلم الحديث.
= ﺣِﺮَفياً ﻴﺼﻠﺢ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﺗﺨﺮﺑﻮﻧﻪ من الأشياء التي ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ كيفية ستخدامها.
= مقاوماً ﻴﻌﻠﻤﻜﻢ ﻣﻌﻨﻰ الكرامة والعزّة والدفاع عن الوطن.
= إعلامياً ﻴﻤﺤﻮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ البشعة ﺍﻟﺘﻲ أﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻨﻜﻢ وعن تخلفكم.
= ﺧﺒﻴﺮاً استراتيجياً، يرسم ﻟﻜﻢ الحياة ﺍﻟﺴﻴﺎسية والاقتصادية والاجتماعية
والدبلوماسية والإدارية.
= أستاذاً جامعياً، يعلمكم معنى التربية والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الطالب الجامعي تجاه أساتذته، ولكن مع الأسف لم تتعلموا شيئاً مِن كلّ هؤلاء!!
ﺛﻢ عاد وﻛﺘﺐ على اللوح، بخط عريض، والطلاب في ذهول تام :
ﺧﻠﻴﺠـــﻲ - ﺑﺘــــﺮﻭﻝ = ؟؟؟؟؟

والتفت إليهم ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ : ﻣﻦ منكم ﻳﻤﻠﻚ الشجاعة ﻟﻴﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ السؤال....؟؟
فلم يتجرأ أحدٌ منهم أن يجيب .. ولكن هذا السؤال كان سبباً لإنهاء الجامعة عقدها معه وكانت هذه المحاضرة هي الأخيرة للأستاذ .. فعاد الى لبنان،مفضلاً العيش والموت في بلده، بدلاً من أن يهان في تلك الدولة ..
إنّه الاستاذ المرحوم " سالم عبد الله"، دكتوراة بالرياضيات من جامعةأوكسفورد، وقد كان من أكفأ اساتذة الرياضيات، على مستوى العالم وله مؤلفات كثيرة.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري