كتب الأستاذ حليم خاتون:
لا تنحنِ، فيستسهل البعض استغلالك.
لزوجتي في العمل صديقة
مغربية.
تقول هذه المرأة: إنّ مملكة تلك البقاع اضطرت للتطبيع اضطرارا؟!!...
لا أعرف كيف يُضطر المرء
إلى بيع أرضه وعرضه؟!
كنت أتابع أحد البرامج وأستمع إلى أحد أعضاء جماعة الإخوان "المسلمين"، وهم جزء من حكومة التطبيع في الرباط.
أردت سؤاله بعد التبريرات التي ساقها، إذ اكان يوافق للضرورة بأن تخرج زوجته مع جاره، طالما أنّ للضرورة أحكاما.
لماذا يستسهل الإخواني العربي بيع الأرض ويستصعب بيع العرض؟
هل من فرق بين الاثنين؟
إنه التاريخ الأسود ذاته.
من مصر الأربعينيات إلى تركيا اليوم.
تاريخ من خيانة الأمة، وخيانة الله.
ما كاد "الإخوان"
يوصلون محمد مرسي إلى رئاسة كبرى بلاد العرب، حتّى خرج هذا يُحرًض على سحل "الروافض" في شوارع مصر، وأزقّتها.خاطب شيمون بيريز بكلمة صديقي شيمون، رئيس "دولة إسرائيل".
هذا التائه عن كتاب الله، خرج إلى استاد القاهرة يدعو للجهاد في سوريا لإسقاط الرافضي بشّار الذي كان يقاتل أحفاد ابن تيمية ومعهم جحافل مدعومة من أكثر من ثمانين دولة على رأسها أميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وإسرائيل.
للضرورة أحكام، يقول هؤلاء!.
ما هي الضرورة التي تجعل تركيا صديقة لإسرائيل؟
ما هي الضرورة التي جعلت أردوغان وأصحابه يطيحون ببناة تركيا الإسلامية الحديثة لإعادة أنقرة إلى الحظيرة الأميركية؟
ولماذا لا تفرض هذه الضرورة نفسها على الجمهورية الإسلامية في إيران؟
كان والدي رحمه الله تاجراًحطّت به الرحال في تركيا في أحد الأيام.
في الفندق، تعرّف إلى طبيب تركي حيث جمعتهما أحاديث قرآنية.
في اليوم الأخير لإقامته، قال الطبيب للوالد: إنّ أكثر ما يُؤلمه، هو أن العرب يقفون مع اليونانيين النصارى ضد إخوانهم في الدين من الأتراك؛
مشيرا بذلك إلى تأييد جمال عبدالناصر لنضال المطران مكاريوس في قبرص للإستقلال ووحدة الجزيرة القبرصية بيونانها وأتراكها.
أجابه الوالد مباشرة بأن هؤلاء النصارى رفضوا ويرفضون الاعتراف بإسرائيل وينادون لٱقامة دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشريف (ظلّت اليونان ترفض الاعتراف بإسرائيل لأكثر من عشرين عاماً بعد تأسيس الكيان).
بينما يعترف "المسلمون" الأتراك بالكيان الذي اغتصب بيت المقدس ويقيمون معه أفضل العلاقات.
نظر الوالد إلى عيني الطبيب وسأله، أي المدن أهم للمسلم، أنقرة أم أثينا ام بيروت أم القدس؟
طأطأ الطبيب رأسه خجلا.
بينما لا يزال أردوغان يضحك على بعض الأعراب، ومنهم بعض الفلسطينيين.
يريد العرب دوماً النظر إلى مسرحية أردوغان في دافوس مع شيمون بيريز،
وينسون أفعال أردوغان وتحالفاته الموضوعية مع الصهاينة في التجارة والٱقتصاد وحتى في الكثير من العمليات العسكرية.
أن يُطبّع محمد السادس مع الصهاينة ويلحق بأبناء زايد للركوب في قطار ابن سلمان، هذا ليس غريباً على ابن من سلّم الصهاينة كامل تسجيلات مؤتمر القمة العربية في الرباط.
لكن أن يزعم الإخوان، إخوان الشياطين هؤلاء، أنهم مسلمون؛ فهذا والله أشد على المؤمنين من كلّ قباحات ترامب وكلّ ""زعماء"" الانحطاط العربي.
يبقى في سجون باريس المناضل جورج ابراهيم عبدالله (نعم، جورج)، لأنه رفض التوقيع على تعهد بعدم معاداة دولة الكيان الغاصب لفلسطين.
سقط شهيدا، الدكتور وديع حدّاد، كما الآلاف المؤلفة من نصارى النضال من أجل فلسطين؛
ليخرج علينا أقزام تحمل أسماء محمد، ومحمد منهم براء، يقولون بالصلح مع أولاد عمّنا، الذين ما زالوا يحملون حقدهم الأعمى على أحفاد ابراهيم من رحم هاجَر الطاهر.
إنّه التاريخ الأسود لأناس بدأوا من أقبية السفارة البريطانية في القاهرة، حيث أُلبسوا ثوب الإسلام.
ها هم يجوبون العالم الإسلامي خدمة لأسيادهم وأسياد أسيادهم من قذارة المخابرات البريطانية.
هل عرفتموهم؟
إنهم اتباع ابن تيمية، ولا يختلفون عن داعش والنْصرة وغيرها من الدكاكين التي تعشعش في مجتمعات الجاهلية الحديثة.
إنهم الإخوان ""المسلمون"".