كتب جاسر خلف: فتح و حماس، تحالف الكومبرادور و صفقة القرن.
مقالات
كتب جاسر خلف: فتح و حماس، تحالف الكومبرادور و صفقة القرن.
جاسر خلف
5 كانون الثاني 2021 , 19:58 م
كتب جاسر خلف: لأسباب قاهرة ذات طابع أمني و خارجة  عن إرادتي فإنني أمارس الكتابة السياسية  و النشر عبر الفيس أو غيره من وسائل الإعلام إلا منذ عام فقط. كما حُرمتُ من مطالعات و دراسات كثيرة تختص بهذا

كتب جاسر خلف:

لأسباب قاهرة ذات طابع أمني و خارجة  عن إرادتي فإنني أمارس الكتابة السياسية  و النشر عبر الفيس أو غيره من وسائل الإعلام إلا منذ عام فقط. كما حُرمتُ من مطالعات و دراسات كثيرة تختص بهذا الموضوع.. لكنه أي الموضوع بدرجة عالية من الوضوح بحيث يمكن تبيان خطوطه الأساسية و مآلاته و إتجاه سيره.
لم تولد كافة حركات المقاومة الفلسطينية سواء تلك المحشورة في زجاجة م.ت.ف أو قفص الحركات الأخرى كحماس إلا كحركات تابعة لجهات خارجية و ليست وطنية أو فلسطينية إلا بتقاطعات محدودة و آنية فرضتها حالة التوازن و المصالح للجهات الداعمة و الممولة و إن كانت هناك إستثناءات معينة تحتاج لدراسة خاصة و تمحيص أكبر مثل تجربة القائد الفذ وديع حداد و مدرسة كنفاني و ناجي العلي و غيرهم..
منذ البداية لجماعة الطلقة الأولى و غيرها كانت هناك تبعية للخليج الإخونجي الوهابي عبر وكلائهم الفتحاويين و كل جماعة الدين السياسي و بغض النظر عن إنضواء البعض في حظيرة م.ت.ف أم لا. فقد كان البعض متمركساً بعيون سوفييتية و شرق أوروبية خالصة و أصبح الآن تابعاً مخلصاً و مدافعاً شرساً عن سلطة التنسيق الأمني المقدس و بقرة م.ت.ف بحجة الحفاظ على وحدة وطنية مزقت و شوهت المجتمع الفلسطيني. و هناك صهاينة يساريين و منذ البداية و علناً بكل ممارساتهم و طروحاتهم.
غير أن ما يهمنا الآن هي القوى الأكبر و المسيطرة في الساحة الفلسطينية و خصوصاً في غزة و مساحات قليلة من الضفة الغربية و كأن فلسطين و شعبها و يا للمهزلة محصورين بتلك الحواري فقط.
لأسباب ماثلة و واضحة و لا داعي للتذكير بها تحولت تلك القوى الفلسطينية  خصوصاً اليمين الرجعي ذو الجذور الإخوانية سواء حماس أو فتح و تحالفاتهما من أشباه اليسار التابع، أقول تحولت إلى سلطات و كيانات وظيفية تابعة بمعنى الكومبرادور السياسي و التجاري و الذي راكم ثروات كبيرة بحيث إرتبط عضوياً و مصيرياً بمصالح الدول الممولة و مصالح الإحتلال نفسه من خلال كافة الأنشطة الإقتصادية و الوكالات الحصرية و أموال الضرائب و المساعدات.
هنا و في هذه الحالة نجد التشابه الشديد بين وظيفة حماس في غزة و نظيرتها فتح في بعض مناطق الضفة و أن الممول و الداعم الأساسي هو خليجي بالدرجة الأولى و كيف أصبح قادة حماس و عائلاتهم تماماً مثل قادة فتح تجاراً كومبرادور و ممثلين لشركات تجارية خارجية و خصوصاً في ظل غياب معارضة حقيقية و وازنة من أية قوى سياسية أخرى.
 مع تطور المواجهة العالمية بين محور الشر في مقابل محور المقاومة  الذي زادت قوته سعى الأول لحشد المزيد من توابعه في تلك المواجهة فأوعز لرعيان الإبل و نواطير الكازيات في الخليج بالإنتقال إلى العمل العلني لصالح الكيان اللق يط و بالتالي لجر توابعه للتماثل معه في ذلك فكان ما أسموه التطبيع و الآن المصالحة الخليجية و فقط بتلك الحدود التي تخدم الكيان الإشكنازي الصهيوني حسب تعبير أستاذنا المبدع د. عادل سمارة.
 و عليه كان في ذات الإطار إغراق قادة حماس بالمال القطري و فتح أبواب تركيا لهم للتجارة و التربح و ذلك لنزع أية أفكار ثورية عن حماس و إبعادها عن محور المقاومة الذي دعمها بالمال و السلاح. لكن يبدو أن حماس كانت تستغل ذلك لتحسين شروط تفاوضها مع فتح في النهاية و خصوصاً أنها أي حماس لم تقدم أي إعتذار جدّي و صادق لسورية قلب و روح العروبة و محور المقاومة.
كل ذلك يدفعنا للظن المبرر و غير الآثم بأن تقارب فتح حماس ما هو إلى حلقة جديدة في مسلسل صفقة القرن ليس إلا.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري