كتب الأستاذ علي خيرالله شريف:
يوجد الكثير من الأسماء على غير مُسَمَّى، كأسماء أشرف وفارس وصادق وغانم وغيرها، وإذا راقبتَ بعض حاملي تلك الأسماء لا ترى فيهم أثراً للشرف ولا لأخلاق الفرسان ولا لصدق حديث، ولا تغنم من الدنيا بذرة استقامة.
بالأمس شنَّفت مسامِعَنا قناةُ المر TV ببرنامج جديد تتحفنا به مذيعة جديدة لدى القناة اسمها ديمة صادق التي يَمَّنَت البرنامج باسمها فأطلقت عليه عنوان "حكي صادق". والحقيقة لا البرنامج فيه صدق ولا مقدمته تشبه اسمها. وخلاصته أن هذه المذيعة تعرض مقتطفات من كلام الزعماء والمسؤولين الذين تكرههم ويكرههم أصحاب القناة التي تُشَغِّلُها، ثم تُعَلِّق على المقتطف بما تبدعه مواهبها ومفاتنها من سخرية وانتقاد وشتم وسُباب...
وقد لفتنتي في أداء هذه المذيعة، أنَّها تتلفُّتُ أثناء كلامها، نحو "الكاميرامان" في الاستوديو لاصطياد بعض نظرات الإعجاب منهم بأدائها وجمالها ورونق البوتوكس على وجنتيها وشفاتيرها. وكانت مُتَصنِّعة على قاعدة "شوفوني شو حلوة".
ولاحظتُ أيضاً أن برنامجها هذا هو عبارة عن ثرثرة ممجوجة ومُستَهلَكَة في عالم التحريضِ الإعلامي والقدح والذم التلفازي، ومزيج من كلام مُكَرَّر غير مترابط أشبه بخرقةٍ بالية مُرَقَّعة مرقطة بِبُقعِ من الأوساخ المثيرة للاشمئزاز.
لقد بدا المضمون عبارة عن كوكتيل من الشتم غير المهذب تتناول جهات سياسية متعددة، يتخلله موزاييك من المديح الفاقع لبعض أرباب الفساد من أصدقائها.
لقد أضافت قناة MTV إلى برامجها النابية برنامجاً جديداً يكرس دورَها الفتنوي المشبوه المعروف بارتباطاته ومصادر تمويله، ويُظهِرُ للمشاهد مرةً أُخرى مستوى الاضمحلال الفكري الذي وصلت إليه هذه القناة وأصحابها والداعمون لها من الداخل والخارج.
شكراً لقناة المر MTV على هذا البرنامج الذي يوفر علينا الكثير من الجهد لإقناع بعض الآخرين ببذاءتها وبانحرافها عن المنطق والصواب، وعن القواعد الأساسية للوطنية.



