كتب الكاتب جاسر خلف :
و بدون تعداد المصادر الإخبارية و الإعلامية و تأكيد صحتها فقد أصبح معلوماً لنا و بتأكيد كافة المصادر المعنية بقرار إجراء إنتخابات تقوم بها جهات سياسية فلسطينية أو هذا ما تدعيه على الأقل و حيث تستطيل و تتطاول و حتى تتمدد في إدعائها بأنها تمثل أكثر من 13 مليون فلسطيني مبعثرين و منتشرين في أربعة أرجاء الأرض.
يتمثل هذا الإدعاء الغرائبي العجائبي كون تلك الإنتخابات المزعومة رئاسية و تشريعية و وطنية و تحت قوانين و مخرجات أوسلو و التي لا تمت لفلسطين و شعبها بأية صلة لا في مضمونها و لا بصانعيها لأنها تمثل مصالح الكيان الإشكنازي الصهيوني و تعترف بشرعية عدوانه و إحتلاله و لا تقر لفلسطين بأية حقوق لأنها لا ترى فلسطين أصلاً.
لا تستطيع الجهات الأساسية المنظمة للانتخابات و هما فتح و حماس و سلطة التنسيق الأمني المقدس مع تشظيات بعض الفصائل الخاضعة و التابعة أن تنكر بأن هذا الإستحقاق أتى بإشارات و أوامر على شكل نصائح تقدم بها فريق بايدن الذي طالب بتجديد شرعية أوسلو و تجميع الأطراف ذات الولاء للنهج الأمريكي القادم في سلة واحدة لتسهيل التعاطي معه و إلباسه الشرعية و لو كانت منقوصة و شكلية.
و هنا أتى التدخل القطري و التركي و المصري و الروسي و الأوربي و كل من زاويته و حساباته لإقناع حماس و سلطة التنسيق الأمني بذلك و اللتان إمتثلتا فوراً و تماماً مثلما إمتثلت كيانات و حكام الخليج لتعليمات كوشنر و تصالحت حالاً و بنفس الوقت و بدورها أصدرت تعليماتها لحماس و سلطة أوسلو بالقيام بنفس الشيء.
لا ينكر الأمريكان و الصهاينة أنهما الراعي و المستفيد الأول من ذلك بغرض تحشيد كل القوى ضد إيران و محور المقاومة.
و بما أن حماس كانت متذبذبة و بين بين فقد جرى إغراق قادتها و مكتبها السياسي بالمال القطري لإبعادها عن كتائب القسام و محور المقاومة.
على الجبهة الأخرى يتحضر الكيان الصهيوني لإجراء إنتخابات عامة للكنيست و ما يهمنا هنا هو شعبنا الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة 1948 و أن البعض الفلسطيني سيشارك بتلك الإنتخابات بالترشيح سواء عبر القائمة المشتركة أو الإسلامية و من خلال التصويت و هي أمور تجري على أساس الإعتراف بشرعية الكيان الصهيوني و بيهوديته أي أن الفلسطيني سيقوم في هذه الحالة بنفي شرعية وجوده على أرضه و الإعتراف أنه غير موجود أو سيشرعن عدم شرعيته !!
نفس الشيء سيقوم به الفلسطيني في غزة و رام الله و بعض المناطق حولها.
كل ما تقدم يثبت أن الإنتخابات لها هدف واحد وحيد و هو تصفية فلسطين و شعبها و ليس قضيته فقط لأنها أي الإنتخابات إعتراف مطلق بأوسلو و بعدم وجود شعب فلسطيني أصلاً.