هل استبدلت دول التطبيع أو تستبدل الحماية الأمريكية الغاربة، ب
مقالات
هل استبدلت دول التطبيع أو تستبدل الحماية الأمريكية الغاربة، ب "إسرائيل" المُهددة وجودياً ..
محمد محسن
15 كانون الثاني 2021 , 02:32 ص
كتب الأستاذ محمد محسن:   ما هي الدوافع التي دفعت الامارات ، (دولة الشركات، والعمالة )، للعب مع الكبار ؟  ستفر الشركات من الإمارات بعد صاروخ واحد ، كما يفر الرأسمال من اسرائيل  هل استبدلت أو تس

كتب الأستاذ محمد محسن:

 

ما هي الدوافع التي دفعت الامارات ، (دولة الشركات، والعمالة )، للعب مع الكبار ؟ 
ستفر الشركات من الإمارات بعد صاروخ واحد ، كما يفر الرأسمال من اسرائيل 
هل استبدلت أو تستبدل الحماية الأمريكية الغاربة، بإسرائيل المُهددة وجودياً ؟


لا أقصد التقليل من شعب الامارات ، احتراماً ( للأمير العروبي الانساني  الشيخ زايد ) ، الذي على ما يبدو لم يورث أولاده ، القيم الانسانية التي كان يمتلكها ، ولكن نحن نتحدث في السياسة ، والمجتمع ، والعسكرة ، وفي هذه المجالات النقد متاح للجميع .
هل نصيب عندما نُعَرَّفْ دولة الإمارات ، بأنها دولة (الشركات المتعددة الجنسيات) ، فهي أرض لآلاف الشركات ، من جنسيات عديدها بعديد الجنسيات العالمية ، وتغلب عليها الشركات المالية ، والمعلوم ، والمدرك أن رأس المال جبان ، وسيفر عند أول رشقة صواريخ واحدة .
وهي هنا تتشابه مع دولة الاحتلال اسرائيل ، لأن الرأسمال الصهيوني الذي يحمل أكثر من جنسية ، سيفر من أرض فلسطين، إلى بلد هويته الأولى ، عند أول صلية صواريخ دقيقة ، فالميزة التي كانت تصون اسرائيل  في الماضي ، قد خسرتها اليوم ، لأن أي حرب قادمة ستكون فوق أهم مؤسسات الكيان الحيوية ، بينما كانت جميع حروبها في الماضي تتم على الأراضي العربية .
لذلك ستواجه هذه الامارة عند أول حرب عدة اشكاليات قاتلة منها :
الإشكال الأول :
أليس ما تناولناه بشان ( اسرائيل ) ينطبق تماماً على دولة الامارات البلورية ، ( دولة الشركات، والرأسمال الأجنبي ) ، والتي لم تنشء بنيتها العسكرية ـــ الاقتصادية ـــ الاجتماعية ، على مواجهة أي حرب قادمة ، فلماذا إذن تدس نفسها بين الكبار ، فهل فائض القوة الذي تحققه الثروة ، يحقق النصر لوحده؟ ، ألم تأخذ العبرة من خسرانها في اليمن الجائع ، هي وجارتها الكبرى السعودية ؟.
الإشكال الثاني : 
تشكيلتها الاقتصادية تفرض، أو تتطلب أن يكون غالبية العاملين فيها : من مدراء تلك الشركات وموظفيها ، والباحثين عن الثروة ، ونزلاء الفنادق الفخمة ، وكل الاستخبارات العالمية المبثوثة في كل زاوية ، وبخاصة الغربية ، وبكل تأكيد الاسرائيلية ، وغالبيتهم المطلقة من الأجانب ، ولا يحملون الجنسية الإماراتية .
الإشكال الثالث :
 الثروة الكبيرة ، والشعور بالغنى ، والروح البدوية ، تُخرج سكانها الأصليين ، خارج التشغيل في الأعمال الخدمية اليدوية ، وأعمال الصيانة ، وغيرها ، مما تطلب استدعاء الملايين من العمالة الأجنبية ، حتى وصل الأمر ببعض الاحصائيات أن تؤكد : أن / 80 % / من سكان الامارات ، أغلبهم من الدول الآسيوية ، فهل هذه البنية الاجتماعية تؤهلها لخوض أي حرب؟.
الإشكالية الرابعة : 
إنها دولة الشاهقات البلورية ، وأبنية الشركات العملاقة ، فهذا النمط العمراني ، وجبن الرأسمال الأجنبي كما أفدنا ، لا يتحمل أي حرب كبيرة ، ويحول هذه الدولة الشركة إلى دولة غير محاربة ، لذلك كانت ومنذ التأسيس شأنها شأن جميع ممالك الخليج تعتمد على الحماية الغربية ، تلك الحماية التي بدأت تهتز الثقة بجدواها ، أليس هذا حال ( حليفتهم اسرائيل)؟.


هل يمكن لنا إذن أن نستنتج ، بناءً على ما تقدم ، أن التسارع في اعلان التحالف مع دولة الاغتصاب ، والعدوان ( اسرائيل ) ، كان دافعه شد عصب هذه الدويلات ( المحميات ) بعضها لبعض ، بعد التصريحات ، والأفعال التي تشير إلى أن أمريكا ، ستخفف من وجودها العسكري في المنطقة .


إذن التساؤل الذي قرأنا الإجابة عليه في السطور السابقة ، يجعل قرارات دولة الامارات المتحدة ، تجاه تورطها في حرب اليمن ، وفي اشهارها لعدائها المطلق مع إيران ، واظهار تحالفها القديم مع ( اسرائيل ) دولة العدوان ، وتخليها عن أعدل قضية ، ألا وهي قضية فلسطين ، الأرض العربية المغتصبة ، يجعلها كمن ينزل إلى ميدان تحدي الكبار وهو كسيح ، وبذلك يمكن اعتبار قراراتها ، قرارات أقرب للجنون ؟ .
لذلك تكون قرارات التحدي التي اتخذتها ممالك الخليج ومنها الامارات ،  والتحالفات التي ظَهَّرَتها للعلن مع اسرائيل ، لا تعدو مجرد عرض عضلات ، وزنها في المعيار السياسي ـــ العسكري يساوي الصفر ، ولن يؤخر المصير المحتوم لهذه الطغمة من الحلفاء ، لها ولحليفتها ( اسرائيل ) .

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري
الأكثر قراءة هل تنطلي الخدعة ويسقط السلاح ويتبدد الثنائي؟
هل تنطلي الخدعة ويسقط السلاح ويتبدد الثنائي؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً